«فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي،
لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ»
(إش61: 10)
هناك فرح للمسيح، لكنه ليس كفرح العالم ولا كفرح الناس.
وكما كان حزنه عميقًا كان أيضًا سروره عظيمًا، وهذا التباين
الملحوظ في حياة المسيح نستطيع أن نتتبعه في كل أدوار حياته.
إنه التباين بين الظاهر والباطن، وبين الخارج والداخل.
كان فقيرًا معدمًا، وكان يُخدم من أموال نساء فُضليات كن يتبعنه؛
لكنه الغني القادر أن يغني كثيرين.
قال عن نفسه: «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار،
وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» (لو9: 58).
لكنه وعد تلاميذه قائلاً
«في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم»
(يو14: 2).
عطش إلى الماء، وعلى الصليب قال: «أنا عطشان»؛
ولكنه وقف يومًا ونادى قائلاً: «إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب.
من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي» (يو7: 37، 38).
وكما المسيح.. هكذا أيضًا أتباع المسيح
«كحزانى ونحن دائما فرحون. كفقراء ونحن نغني كثيرين.
كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء» (2كو6: 10).