الحقيقة التي نعلمها ونلمسها في حياتنا؛ أن من لا يجد شخصًا قريبًا لقلبه ليشاركه أمرًا أرهق نفسه أو ليُفضي له سرًّا لم يعُد يطيق كتمانه، يُصاب في الغالب بمرض نفسي. أما الذي يفضفض بما في داخله، فيشعر بصفو الحياة، وتتشدد قواه لمواصلة المسير بجرعة من التشجيع والثقة وراحة النفس. قد تكون سمعت هذه النصيحة من قبل: ”إن كتمت في نفسك ستمرض نفسيًا أو على الأقل تصاب بضغط الدم أو مرض السكر، فعليك أن تفضفض أو تبكي بصوت مسموع، أو حتى تصرخ، لتستريح وتحصل على شفاء داخلي!“ انتبه يا عزيزي، هذا العلاج ينقصه أمرًا آخر بالغ الأهمية، متعلق بمن يسمعك. السؤال المهم الذي يطرح نفسه: مع من تتكلم؟ على من تسكب شكواك؟ أليس هو الشخص الصدوق، الأمين والحكيم وحافظ السر الذي يمكن أن تأتمنه على سرك ولا تخجل أن تعبِّر له عما يمتلئ به صدرك، فيجيبك بما يشفي غليلك؟ هل في استطاعته أن يمسك بيدك ويهديك لما فيه الصواب، ولا يبخل عليك برأيه الحكيم الذي يصحح مسارك إن دفعتك المتاعب والضغوط لاتخاذ قرار ليس في صالحك أو عمل أمر لا تُحمد عقباه؟؟