منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2023, 03:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

التســــرُّع




التســــرُّع

في المثل الثالث يقول الكتاب: «أَرَأَيْتَ إِنْسَانًا عَجُولاً فِي كَلاَمِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ!» (أمثال29: 20). فهناك أيضًا رجاء للجاهل أكثر من الشخص الذي يتسرَّع في كلامه. التسرُّع في الكلام قد يعني أنني لا أفكِّر جيدًا في ما أقول، ولا أحسب تأثير كلامي على مَن يسمعني. وفي الرد على الآخرين، «مَنْ يُجِيبُ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَهُ فَلَهُ حَمَاقَةٌ وَعَارٌ» (أمثال18: 13).

كم من مرَّات نطقنا بأشياء ندمنا عليها؟! وكم من كلمات خرجت من أفواهنا كطعنات في قلوب أصدقائنا وأقرب الناس إلينا، وتَمَنَّيْنا لو أننا فكَّرنا قليلاً قبل أن يُصبح الكلام مِلكًا للآخرين؟! بل حتى في كلامنا مع إلهنا، في الخلوة الشخصية أو في الاجتماعات: «لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللَّهِ» (جامعة5: 2).

والتسرُّع ليس فقط في الكلام، بل أيضًا في القرارات: «أَيْضًا كَوْنُ النَّفْسِ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لَيْسَ حَسَنًا، وَالْمُسْتَعْجِلُ بِرِجْلَيْهِ يُخْطِئُ» (أمثال19: 2). وهذا قد يُعَبِّر عن عدم الثقة في الرب وعدم الرغبة في انتظاره. عندما أجد نفسي أتسرَّع في اتخاذ قرار ما، حتى لو كان بسيطًا، أسأل نفسي: هل هذا بسبب عدم إيماني بالرب وصلاحه وحكمته وتوقيته؟

والتسرُّع يظهر أيضًا في الغضب وعدم ضبط النفس: «لاَ تُسْرِعْ بِرُوحِكَ إِلَى الْغَضَبِ لأَنَّ الْغَضَبَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ الْجُهَّالِ» (جامعة7: 9؛ اقرأ أيضًا أمثال14: 29 ويعقوب1: 19و20). وهذا ليس سهلاً، بل يحتاج إلى كثير من التدريب والتحكُّم في النفس وردود الأفعال، مع كثير من الصلاة وإفساح المجال لعمل الروح القُدُس داخلي لكي يملأني ويُظهِر فيَّ وداعة المسيح وحِلمه.

وهناك مَن يستعجل إلى الغِنَى ويسعى للكسب السريع ويرغب في تكويم الثروات. هذا أيضًا قد يُعَبِّر عن عدم الإيمان وعدم الاتكال على الله؛ مصدر كل العطايا الصالحة. ولمثل هؤلاء ولنا جميعًا يُوَجِّه الحكيم تحذيره: «رُبَّ مُلْكٍ مُعَجِّلٍ فِي أَوَّلِهِ أَمَّا آخِرَتُهُ فَلاَ تُبَارَكُ» (أمثال20: 21). ولأني وكيل ولستُ مالِكًا، فالأهم هو أن أكون أمينًا فيما يمنحني الرب إياه، لأن «اَلرَّجُلُ الأَمِينُ كَثِيرُ الْبَرَكَاتِ وَالْمُسْتَعْجِلُ إِلَى الْغِنَى لاَ يُبْرَأُ» (أمثال28: 20).

فليُعطِنا الرب نعمة، يا صديقي، حتى نكون مجتهدين في دراستنا وأعمالنا وكل ما نفعل، ولا نتعجَّل الأمور، قولاً أو فعلاً أو ردًّا لفعل، ومع ذلك لنتَّضِع ولا نكن حُكماء عند أنفسنا!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025