القمص ميخائيل إبراهيم
قال لى أمين التربية الكنسيّة في يوم ما، قبل سيامتي: [أحب أقول لك حاجة. أبونا ميخائيل إبراهيم مش ها ينفعك في الاعتراف أنت محتاج إلى واحد شديد..]
وكم أتعبني هذا الكلام، وتعثرت بسببه كثيرًا. ولم اذهب فعلًا لأبينا ميخائيل مدة طويلة زادت عن الأربعة شهور بسبب هذه النصيحة.
وأخيرًا ذهبت إلى الكنيسة. وإذا أبونا ميخائيل يقابلني ويقول لي: [تسمح أقعد معاك]. وبكى، وبكيت لبكائه. وقال لي: [يا ابني أنا حاسس إنك بتهرب منى..]. ولأن الأمر محرج جدًا بالنسبة له، لم أرد أن أخبره بما حدث.
وأخيرًا قال لي: [قل يا ابني. أنت لا تعلم كم أتعذب عندما يغيب عنى أبن من أولادي].. فقلت له..
فأجاب: [أنا فعلًا يا أبنى ما انفعشي. وهذا صوت الرب لي] وبكى بكى كثيرًا.. ثم قال: [ولكن الله يكمل عدم نفعي].
وأخذ اعترافي، وحاللني، وعلى وجهة ابتسامة. ولما مرض هذا الأمين، كان أول أب زاره. وكان في منتهى الحب. وكنت واقفًا في ذلك الوقت.
إنه قلب لم يكن فيه مكان للذات، ولا للكراهية والحقد.
القس أنسطاسى شفيق