منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 08 - 2023, 09:59 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

نعمة الله للمتواضعين






نعمة الله للمتواضعين

ان سر الحصول على هبات عظيمة من الله لك هو ان تكون دائما معترفا بأنك غير مستحق لنعمته تعالى ولهذا ينصحنا بطرس الرسول قائلا:” وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».“(1بطرس5:5)، فالله لن يجد مساحة لنعمته في قلب مملوء بجب الذات.

عندما ظهر ملاك الله لمريم وحياها بتحية عجيبة وبعدها حيتها نسيبتها اليصابات وهنأتها واطلقت عليها “أم ربي”، فانه من الصعب تخيل كيف استقبلت القديسة مريم لأي من تلك الكلمات العظيمة والتي تسبح كونها “مباركة بين النساء” بسبب الطفل الذي تحمله، ومباركة ثمرة احشائها وأيضا مباركة لأنها “أم ربيّ” وفوق كل ذلك فهي مباركة ومطوبة بسبب إيمانها. ترى كيف ستجاوب مريم على كل تلك الإعلانات والتطويبات والتهنئات؟ لقد اعادت بتواضع كل الإنتباه نحو الله معترفة بأنه هو المصدر الحقيقي لكل تلك البركات في حياتها. فقالت مريم:” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي(لوقا46:1-47).

ان رد مريم لأليصابات كشبه نشيد، والذي يعكس في الحقيقةجزء خاص وهام من حياة مريم الداخلية. ان الآيات التي ذكرها القديس لوقا في انجيله (لوقا46:1-55) والتي تعرف عامة ب “أنشودة التعظيم” والمترجمة من اللاتينية Magnificat anima mea Dominum (تعظم نفسي الرب)، واستخدمت الكلمة الأولى “تعظم” ولذا عرفت بانشودة التعظيم The Magnificat، وهذا فالكلمة “تعظم” في اليونانية megalunein تعني “تصنع شيئا عظيم او تسبح” وعندما تقول مريم ان نفسها تعظم الرب فهي بهذا تعبّر من كل اعماقها كيف انها ترغب في تسبحة الله وان تفعل ما في وسعها ليتتمجد ويتعظم.

ا“فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَه”(لوقا46:1-50)ُ.

يكشف هذا النشيد مدى الفرح الذي كان في قلب والدة الله، فهي في تواضع تعترف ان كل الأشياء العظيمة التي نالتها هي من الله وعبّرت عن هذا بفرح عميق لا يوصف. انه من العجيب ان نلاحظ ان “نفسها” و”روحها” تم ذكرهما في نشيد التسبيح هذا، فنفسها تعلن وروحها يكشف عن ابتهاجها بذلك النشيد. في جزء يكشف عن ان كلا من فعل خاص بها وفعل من الله، فنفس والدة الله تشير الي كل قدراتها البشرية في عقلها وارادتها ومشاعرها ورغباتها وهذا ما يجعلها بشر مثلنا وبتلك القدرات البشرية أعلنت عن عظمة الله. لقد قبلت في عقلها عظمة القدير وبإرادتها لعترفت واختارت ان تعلن عن عظمة الله القدير وفعلت هذا بكل مشاعرها وأحاسيسها ورغباتها فيمكن القول بأن بكل بشريتها قد استخدمتها للتعبير عن عظمة الله. وتعلن أيضا ان في روحها انها قد امتلئت بفرح ومجد عظيم وكما أعلنت عن عظمة الله قد غمرها الروح القدس وأثمر فيها ذلك ثمر الروح”الفرح”، فالفرح يأتي من الله ويعمل في حياتنا فهو ثمر الروح القدس وامنا مريم المباركة لديها الملء كله من ثمر الروح:” وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ”(غلاطية22:5-23)ٌ.

هل ترغب حقا في تسبيح الله او ان تجعله عظيما في نفسك؟

التواضع يتضمن رؤية الحقيقة عن النفس ومريم أظهرت هذه الفضيلة بطرق كثيرة وملحوظة في

أنشودتها. أولا فهي اعترفت بحقيقة مهمتها الفريدة والموكولة اليها والبركات الغير عادية التي

نالتها ولم تنكر او بخست ما الذي صنعه الرب في حياتها، ففي الحقيقة الله صنع أشياء عظيمة لها ولذا فتعزي كل شيئ الي الله وتقول “كل الأجيال ستطوبني” بسبب ما صنعه الرب وبسبب تواضعها.

ولكن مريم في نفس الوقت تعرف في اعمافها ان كل تلك البركات في حياتها ليست بعمل منها

فهي لم تصبح “ممتلئة نعمة” وأم المسيّا و”مباركة في النساء” من خلال جهد خاص منها او

بسبب بعض مواهب فطرية روحية فمريم تعترف بضعفها وانشودتها تبين ان كل ذلك جاء بنعمة من الله. لاحظ كيف ان كل شيئ تقوله عن نفسها في تلك الآيات مرتبطة بالله فهي لا تطلب ان تظهر نفسها ولكن لتعظم الرب (لوقا 46:1). لقد رأت نفسها ليس إلا آمة صنيعة الرب وخادمة للرب (doules) (لوقا48:1)، ولكن الله جاء كمخلص لها ونظر الي تواضعها (48:1)، فهو الله الذي صنع العظائم لها (49:1).

انه يوجد فرق كبير بين التواضع اللفظي بكلمات والتواضع التجريبي فمن السهل لأي فرد ان يقول “انا ضعيف، انا خاطئ، انا اريد الله في حياتي”، ولكن مختلف تماما ان يختبر في حياة الشخص حقيقة انه ضعيف او كيف ان شخص يعتمد على الله كلية. لقد قال يسوع:” لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا”(يوحنا5:15)، فالشخص المتواضع يعرف في الحقيقة كيف ان هذه المقولة ماذا تعني ويعرف انها ليست فقط قاعدة روحية أساسية ولكنها خبرة شخصية يعيشها ويتحقق منها الفرد فهو لا يقدر بدون الله ان يفعل شيئا. ان مريم تعرفت على هذه الحقيقة للحالة البشرية وفهمت كيف انها صغيرة في الحقيقة امام عظمة الرب وعرفت انها لا شيئ من نفسها وانها تعتمد بالكامل على الرب. وهكذا أظهرت مريم تعليم المسيح ان التواضع هو ما اظهره يسوع منذ تجسده وطوال خدمته وحتى موته على الصليب وقيامته ولذا قال”وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.“(متى29:11). فقط عندما نكون مقتنعين مثال مريم كيف اننا لا يمكننا ان نفعل أي شيئ صغير بأنفسنا وكيف اننا نعتمد تماما على الله وكيف ان الرب يعمل بطرق عجيبة وعظيمة فينا ويقوينا ويرشدنا لما هو خير لخلاصنا.

صلاة: يا الله لقد منحت القديسة مريم تلك النعمة التي بها استجابت لدعوتك وسلّمت نفسها

“آمة” لك، فساعديني يارب ان أسلّم لك ذاتي بكليتها لتفعل بها ما تشاء. آمين.

اكرام: مارس الرحمة والمسامحة مع من اساء اليك حبا” بمريم

نافذة: انت الشفيع الاكرم عند ابنك يا مريم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إذ قاوم المستكبرين، يعطي نعمة للمتواضعين
نعمة الله للمتواضعين
الله يعطي مواهبة للمتواضعين
الرب يعطى نعمة للمتواضعين
الرب يعطي نعمة للمتواضعين ويقاوم المتكبرين..


الساعة الآن 10:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024