رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُحِب البحر جدًّا. من أجمل الأوقات التي أستمتع فيها هي عندما أقف، أو أجلس، على شاطئ البحر وأُرهِف سمعي لصوت الأمواج؛ هديرها أو خريرها، وأمد بصري إلى الأُفُق البعيد وأُغرِق عينيَّ في زُرقته بدرجاتها، وأترك وجهي ليتناثر عليه رذاذ الأمواج المُنعِش. تراودني أفكار متكرِّرة في مثل هذا الموقف؛ منها مثلاً ما قاله الكتاب المُقدَّس عن عظمة قدرة الله الذي خلق البحار والمحيطات وكل ما فيها من أحياء تسلك في سُبُل المياه (مزمور8)، وعن عظمة سلطانه إذ وضع لها حدودًا لا يمكن أن تتعدَّاها (أيوب38). وأجدني أسبح بفكري في ما هو أكبر من هذه الأرض كلها ببحارها ويابستها؛ في الكون الفسيح الهائل الذي لا نعرف له حدًّا والذي يُحَدِّث بمجد الله ويُخبِر بعمل يديه (مزمور19)! لكن هناك فكرة أخرى: ماذا عن العُمق؟ أنا أقف هنا على الشاطئ وأستمتع بالبحر من الخارج، ولكن ماذا لو سبحتُ قليلاً في أعماقه؟ هل سيكون الأمر مُمتعًا بالقدر نفسه؟ هل سأخاف من غدر الأمواج؟ ولا أقدر عند هذه الفكرة إلا أن أتذكر ما رآه حزقيال النبي: «وَإِذَا بِنَهْرٍ لَمْ أَسْتَطِعْ عُبُورَهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ طَمَتْ، مِيَاهَ سِبَاحَةٍ، نَهْرٍ لاَ يُعْبَرُ» (حزقيال47: 5). |
|