17 - 08 - 2023, 10:59 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
في رقة عجيبة يؤكد لنا النبي أن الله ينتظرنا دون أن يعاتب على الماضي، إذ يقول: "فلماذا ارتد هذا الشعب في أورشليم ارتدادًا دائمًا؟!" [5]. في دهشة يعاتب: كيف احتمل هذا الشعب كسر الشريعة والتغرب عن الله مصدر حياته على الدوام؟ ألا يليق به أن يرجع إليه؟!
ظن البعض أنه إن سقط إنسان مؤمن لا يمكن أن يقوم، وكتب القديس أمبروسيوس كتابًا عن قيام الساقطين من المؤمنين قمت بترجمته تحت عنوان "التوبة"، كما فند القديس يوحنا ذهبي الفم ذلك في مقاله الأول لثيؤدور الساقط.
* السقوط في ذاته ليس بالأمر الخطير، بل يكمن الخطر في البقاء منطرحًا بعد السقوط، وعدم القيام مرة أخرى. فالجبن والكسل يخفيان نية الضعف الخلقي تحت حجة اليأس...
* ليتنا نحن الساقطون لا نيأس بل نقول: "هل يسقطون ولا يقومون؟!" [4]... فإنه يوجد من ارتفع من هاوية الشر إلى السماء، ومن المسارح والأوركسترا إلى طقس الملائكة، ومارسوا فضيلة عظيمة كهذه حتى أنهم صاروا يخرجون شياطين ويصنعون عجائب أخرى .
* نصيحتنا ليست هي عن عدم السقوط بل قدرة الساقطين على القيام.
لنقم ثانية حتى إن كان الوقت متأخرًا،
أيها الأطباء، لنقم ونقف!
إلى متى نبقى مطروحين أرضًا؟!
إلى متى نبقى سكارى بالرغبة المتزايدة للأمور الزمنية؟
إنها فرصة مناسبة الآن لنقول "إلى متى اتكلم واشهد؟" هكذا صار كل الناس صّم حتى بالنسبة للتعاليم الخاصة بالفضيلة، بهذا امتلأوا شرورًا.
القديس يوحنا ذهبي الفم * الكل سقطوا، وهم لا يبالون بالقيام.
لهذا فإن نصيحتنا لا تخص عدم السقوط، بل قدرة الساقطين على القيام.
لنقف مرة أخرى أيها الأحباء، مهما طال بنا السقوط.
لنقف مرة أخرى، لنقف بكرامة!
القديس يوحنا الذهبي الفم
|