يلفت النظر أن المسيح مدّ يده أولاً ولَمَسَ الأبرص، قبل أن يُطَهِّره. وذكرت البشائر الإزائية كلها هذه اللمسة لأهميتها ( مت 8: 3 ؛ مر1: 41؛ لو5: 13)، بالرغم من أن المسيح - طبعًا - كان يستطيع أن يُجري المعجزة دون لَمْسِهِ، كما حدث فعلاً في حالات كثيرة أخرى. لكن هناك معنى جميلاً للمسة المسيح لهذا الرجل. فهذه اللمسة، وإن لم تكن لازمة لبرء الجسد، فقد كانت نافعة لتشجيع النفس. فالأبرص ممنوع أن يلمسه أي شخص، وعليه فقد عاش وقتًا وكأن عليه لافتة: "ممنوع الاقتراب"، و"ممنوع اللمس"؛ لكن المسيح اقترب إليه بالنعمة، ولمسه بالحنان، وطهَّره. وبذلك فقد أظهر المسيح القوة في شفائه، والنعمة في احتوائه!