«هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي»
(مت12: 18)
دعنا نعطي تعريفًا بسيطًا عن الفرح ”هو حالة عقلية أو عاطفية، تتميَّز بالمشاعر الإيجابية التي تتراوح بين الرضا إلى السعادة الشديدة“. أي أن أولى درجات الفرح هو الشعور بالرضا، وآخره هو الشعور بالسعادة الشديدة.
وهنا يأتي التساؤل: ما هو الأمر الذي يتناسب مع إله عظيم غير محدود، كلي القدرة والعلم والحكمة والجبروت حتى يستطيع أن يُفرحه؟! إذا نظرنا للإنسان – تاج خليقة الله - نجد أنه فشل تمامًا في تحقيق هذا القصد، إذ إن أيوب وهو «كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ ... وأَعْظَمَ كُلِّ بَنِي الْمَشْرِقِ»، فشل، لا في إسعاد الله فحسب، بل حتى في إرضائه (أي9: 2، 3). ولا غرابة فإن الرجل «فَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ» (أي11: 12). وهنا يثبت فشل الإنسان في أن يُفرح الله. ولكننا نتفاجأ بهذا الإعلان:
«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي (ولهذا نراه يذكر صفاته). وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ» (إش42: 1-4).