![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الشيطان لا يستطيع أن يركع، شهادة من حياة القديس الأب بيو. ![]() تقول القديسة مريم ليسوع المصلوب: “رأيت الكثير من العيوب في السماء إلّا التكبّر، و في جهنّم رأيت الكثير من الحسنات إلّا التواضع.” التواضع هو الباب الضيّق، الذي يؤدّي إلى السماء. الله يغفر جميع الخطايا برحمته اللامتناهية، و لكنه لا يجبر أحداً. إن كنت لتكبّري، لا أتزحزح عن خطيئتي، و إن تشبّثت بها و رفضت أن أطلب الغفران، فبذلك أحرم نفسي طوعاً من الرحمة المقدّمة لي، و أحكم على نفسي بالعيش من دون الله. يسرد الأب بيارينو غاليونه في كتابه “شهادة عن الأب بيو” حدثاً جرى في حياة الأب بيو كان هو له شاهد عيان: في هذا اليوم أصغى الأب بيو إلى الإعترافات في سكرستية الكنيسة القديمة، و كان جالساً في زاوية من جهة اليمين بالقرب من الباب الذي يؤدي إلى الكنيسة، و يفصل بين الإثنين ستار. كنت أرى الأب بيو من خلال فتحة في الستار. كان كل من أن أراد أن يعترف ينتظر دوره في الصف. جلست مكاني أصلّي، و كنت أنظر بين الفينة و الأخرى لأرى الأب بيو. ثم دخل رجل من باب الكنيسة الأيمن، عريض المنكبين ذو إطلالة بهيّة، عيناه سوداوان و شعره أبيض نوعاً ما. يرتدي سترة داكنة و سروالاً مقلّماً. لم أرد أن أتشتّت، و تابعت صلاتي. إنما أمرني صوت داخلي : “توقّف و أنظر” فأصغيت و تابعت النظر. “من دون أن ينتظر الرجل دوره، و بعد أن قام بخطوات ذهاياً و إياباً وقف تماماً أمام الفتحة في الستار. و في اللحظة التي كان ينهض فيها الشخص الذي كان يعترف، فرض نفسه و وقف أمام الأب بيو بطريقة حجبت عني الرؤية، مرّت بضع دقائق ثم توارى ذلك الرجل فجأة، متباعد الخطوات، مباشرة عبر الطبقة الأرضية. رأيت في اللحظة نفسها يسوع على الكرسي مكان الأب بيو. كان شاب أشقر و جميل، يتّكئ قليلاً على المتّكأ، و نظره مركّز على الرجل المنجذب إلى أسفل الأرضية. “نظرت مجدّداً إلى الأب بيو النازل من أعلى، يسترجع مكانه. و إمتزجت ملامحه مع ملامح يسوع. و لم أعد أرى إلا الأب بيو الذي ما لبث أن دوّى صوته فوراً: “أسرعوا قليلاً” كان الأب بيو يصغي بصمت، لكن توحي تعابير وجهه عن عدم موافقته على ما تقدّم. فسألناه رأيه، فأجاب: “أتذكّر أنّي قرأت ذات يوم بأن كاهناً دخل السكرستيا ليصغي إلى الإعترافات. فدخل رجل عريض الكتفين ذو إطلالة بهيّة. عيناه سوداوان و شعره أبيض نوعاً ما. يلبس سترة داكنة و سروالاً مقلّماً. تقدّم على جميع الذين ينتظرون دورهم، و وقف أمام الكاهن ليعترف. فدعاه المعرّف المتواضع ليجثو و لكن أجابه الرجل: “لا أستطيع” بعد الإصغاء إلى الإعتراف، تلا عليه عظة و طلب من جديد من ذلك الرجل الغريب الأطوار أن يجثو أو أقلّه أن يحني رأسه ليمنحه الحلّة. لكن أجابه الرجل بنبرة قاسية و مضطربة بعض الشيء: “لا أستطيع” قال له المعرّف حينئذٍ: “يا صديقي، عندما ترتدي سروالك في الصباح تحني رأسك قليلاً أليس كذلك؟” نظر إليه الرجل نظرة غضب و كره و أجابه بغيظ: “أنا لوسيفورس، و في مملكتي جهنّم لا ننحني.” أنهى الأب پيو قصّته: “ما لم ينحنِ الشيطان و أتباعه أمام الله لذا لن يدخلوا مطلقاً ملكوت السماوات.” كان الأب بيو حزيناً جداً و أجابني و هو يجهش بالبكاء: “أجل، هذا صحيح. هذا جرى معي، و لكن صحيح أيضاً أنه جرى مع غيري فقد قرأته بنفسي في كتاب آخر” أمر مشابه حدث مع القديس مقاريوس الناسك المصري. ظهر له الشيطان يوماً ، و قال له: "كل ما تقوم به أنت، أنا أيضاً أقوم به. أنت تصوم، و أنا لا آكل البتّة. أنت تسهر و أنا لا أنام أبداً. أمر واحد أنت تستطيع فعله فيما أعجز أنا عن تنفيذه". فسأله القديس مقاريوس: "ما هو ؟" أن أتواضع. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شفاعته تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
|