رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَحْجُبُ وَجْهَكَ فَتَرْتَاعُ. تَنْزِعُ أَرْوَاحَهَا فَتَمُوتُ، وَإِلَى تُرَابِهَا تَعُودُ [29]. كل حياة المخلوقات التي على الأرض هي عطية من الله، وتعتمد عليه. متى سُحِبتْ الروح يرجع الجسم إلى أصله، أي تراب. إذا حجب الرب وجهه عن خليقته، أي نزع رعايته عنها، ترتعب. * الإنسان الذي يتوب عن خطاياه يكشف نفسه، أنه ليس له قوة من ذاته، ويعترف لله قائلًا إنه تراب ورماد. أيها المتكبرون إنكم تعودون إلى ترابكم، تُنزَع أرواحكم، فلا تعودون تفعلون ما تفتخرون به. ها أنتم ترون أنكم مخلوقون من تراب، وعندما يحجب الرب وجهه، ترجعون إلى ترابكم. لذلك صلوا واعترفوا بترابكم وضعفكم. القديس أغسطينوس * يتحدث المغبوط داود في موضعٍ آخر من المزامير عن الذين على الأرض: "يأخذ روحهم فيموتون، ويعودون إلى ترابهم، ترسل روحك فيخُلقون، وتجدد وجه الأرض". يقصد بوجه الأرض جمالها، ويفهم من جمال الطبيعة البشرية عدم فسادها . * أولئك الأموات الذين أحياهم المسيح أكبر شاهد على قيامة الأموات... وقد أشار الأنبياء المُقَدَّسون إلى هذه الحقيقة، إذ قيل: "تحيا أمواتك تقوم الجُثَث. استيقظوا ترنموا" (إش 19:26). يُراد بالاستيقاظ حياة المسيح التي يهبها بقوة الروح القدس. وأشار أيضًا المرتل إلى ذلك بعبارات خاطب بها الله مخلص العالم: "تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود" (مز 29:104). كانت معصية آدم سببًا في إقصاء وجوهنا عن رؤية الله والتصاقها بتراب الأرض، لأن الله حكم على الطبيعة البشرية بالقول: "لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تك 19:3). ولكن عند نهاية العالم يتجدد سطح الأرض، لأن الله الآب يهب بابنه حياة لجميع ما في الكون. الموت جلب على الناس الشيخوخة والفساد... أما المسيح فهو المحيي والمجدد لأنه هو الحياة .] القديس كيرلس الكبير |
|