رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ [24]. * ما أعظم أعمالك يا رب! بحق عظيمة وسامية...! "كلها بحكمة صنعت"؛ لقد صنعتَ هذه كلها في المسيح. القديس أغسطينوس * يفيض قلب النبي بالامتنان. إذ لا يجد كلمات كافية يُسَبِّح بها الرب يصرخ: "ما أعظم أعمالك يا رب! أعمالك تفوق كل فهمٍ بشري. كلها بحكمةٍ صنعت"؛ في ربنا يسوع المسيح إذ هو حكمة الله. وذلك كقول الرسول، لأن به كل الأشياء خُلقتْ (كو 1: 16). "ملآنة الأرض من خليقتك". بالحقيقة حقًا كل أعمال الرب ترتبط بالحكمة. عندما ندرك أن النملة تعرف أن الشتاء قادم فتخزن طعامها، والناموسة وهي مخلوق تافه لها عينان وبطن وبقية الأعضاء مثلنا، وأيضًا البرغوث وكل المخلوقات الأخرى. وعندما نرى الفيل أيضًا، الحيوان الضخم هكذا بالمثل كما نحن... والنحلة تصنع عسلًا وشمعًا. ألا تستحق هذه العجائب الدهشة، أليست هذه مملوءة حكمة؟ القديس جيروم * الله هو الينبوع السرمدي لحكمته اللائقة به، إن كان الينبوع سرمديًا، فالحكمة أيضًا يلزم أن تكون سرمدية. فإنه بها خُلقتْ كل الأشياء، كما يقول داود في المزمور بالحكمة صنعت الكل. ويقول سليمان: بالحكمة كوَّن الرب الأرض، وبالفهم له الكلمة. وكما يقول يوحنا: "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان". القديس أثناسيوس الرسولي * الحكمة الحقيقية والمشورة - في نظري - ليست إلا الحكمة التي تدرك أنها قبل المسكونة. إنها الحكمة التي بها خلق الله (الآب) كل شيء، كقول النبي: "كلها بحكمةٍ صُنعت" (مز 104: 24)، و"المسيح هو قوة الله وحكمة الله" (1 كو 1: 24)، به صار كل شيء، ووُضع في تدبير. * من هو باني المعبد، الذي وضع أساساته على الجبل المقدس، أي على الأنبياء والرسل؟ هو بناه كما يقول الرسول (أف 2: 20) على أساس الرسل والأنبياء، وهم حجارته الحية. وينسجم محيط الحجارة الدائري مع الجدران حسب ما يقوله النبي زكريا (زك 9: 16). وتوضع بترتيب خاص يجعلها وحدة كوحدة الإيمان وبنموهم في رابطة السلام قد يكوِّنوا معبدًا مقدسًا، مسكنًا للرب في الروح. يشير سليمان في حكمته إلى الحكمة الحقيقية ولا يعارض أي شخص يدرس التاريخ والحق هذه حقيقة. يشهد التاريخ أن سليمان فاق حدود الحكمة البشرية. حيث حفظ المعرفة لكل الأشياء في قلبه. فسبق جميع من عاشوا قبله ولم يماثله أي واحد ممن عاشوا بعده. إلا أن الله هو أصل القوة والحق والحكمة ويقول داود: "ما أعظم أعمالك يا رب. كلها بحكمة صنعت" (مز 104: 24). ويُفَسِّر الرسول المزمور السابق قائلًا: "الكل به وله قد خُلق" (كو 1: 16) أي أنها خُلِقَتْ من خلال حكمة الله . * ذاك الذي جوهره يفوق كل طبيعة، غير المنظور ولا مُدرَك، يمكن رؤيته وإدراكه بالحكمة التي تنعكس في الكون... وحينما نتأمل نظام الخلق لا نُكوِّن صورة عن الجوهر، بل عن حكمة ذاك الذي صنع كل شيء بالحكمة . القديس غريغوريوس النيسي * كل واحدٍ من الحكماء يشارك في المسيح، قدر ما له القدرة على الحكمة، مادام المسيح هو الحكمة. ذلك كما أن كل واحدٍ له قوة يقتني قوة أعظم قدر ما يشارك المسيح، مادام المسيح هو القوة. العلامة أوريجينوس * إذ نحني رُكَبنا بوقار صالح أمام صانع العوالم، أقصد عالم الحس والفكر، ما يُرَى وما لا يُرَى، فإنك تُمَجِّد الله بلسان مقدس، يلهج بالمعروف، وشفتيْن لا تسكتان، وقلبٍ لا يَمِّل، قائلًا: "ما أعظم أعمالك يا رب. كلها بحكمة صَنَعْتَ" (مز 104: 24)، يليق بك الإكرام والمجد والجلال من الآن خلال كل الدهور. آمين . القديس كيرلس الأورشليمي * ما من عمل من أعماله يتم إلا وقد صنعه بالحكمة، لأنه يسوس كل الأمور النافعة، كل في حينه اللائق وبطريقة مناسبة . القديس كيرلس الكبير * ما هو اللسان الذي يمكنه أن يُرَنِّم بتسابيح الخالق كما يليق؟ أي حديث يمكن بالحق أن يفي وصف خالقنا؟ أي كلمات يمكنها أن تصف بدقة أعضاء النطق؟ من تبلغ به الحكمة أن يدرك بالكامل حكمة الخالق؟ ثيؤدورت أسقف كورش * أي لغة تليق بالحديث عن عجائب الخالق؟ أي أذنٍ تقوى على سماعها؟ أي وقتٍ يكفي لإدراكها؟ لنَقُلْ إذن مع النبي: "ما أعظم أعمالك يا رب، كلها بحكمةٍ صنعت! " * هل عبر اليوم؟ أشكر ذاك الذي قدَّم لنا الشمس لخدمة عملنا النهاري، ويهبنا نارًا لكي تنير الليل وتخدم احتياجاتنا الأخرى في الحياة. ليت الليل أيضًا يوحي لنا بما يدفعنا للصلاة. عندما تتطلع إلى السماء وترى جمال النجوم صلِّ إلى رب كل الأشياء المنظورة، خالق المسكونة الذي بحكمة صنع الكل (مز 104 :24). وعندما ترى كل الطبيعة تغُط في النوم، مرة أخرى أسجد لذاك الذي حتى بغير إرادتنا يعتقنا من ضغط العمل المستمر، وبفترة راحة صغيرة يردنا مرة أخرى إلي نشاط قوتنا. لا تسمح لليل بأكمله أن يكون للنومِ لا تسمح لنصف عمرك أن ينقضي بلا فائدة في نوم ببلادة وسباتٍ. بل قسم وقت الليل بين النوم والصلاة. وليكن نومك الخفيف ذاته تداريب للتقوى. فإن أحلامنا أثناء النوم غالبًا ما تكون انعكاسات لأفكارنا في النهار . القديس باسيليوس الكبير * هل هناك جمال يفوق روعة السماء، إذ تتلألأ بأشعة الشمس، كأنها قد تلألأت بقطرة حب ملتهبة، تنير الأرض بعدد لا يُحصَى من النجوم، تقود الربابنة والمسافرين، كأنها تمسك بيدهم ... أيّ شيء يفوق جمال السماء، وقد امتدت فوق رأسك تارة كغطاء طاهر شفاف، وأخرى كسهلٍ منبسطٍ تزينه الورود! المتعة بجمال الورود نهارًا لا يفوق تأمل جمال السماء ليلًا وقد تلألأتْ بآلاف زهور النجوم التي لا تذبل! إن كنتَ لا تسأم التأمل تستطيع أن تتطلع إلى عناية الله في شهود كثيرين: السحاب فصول السنة، البحار وما فيها، الأرض وما عليها... هل يوجد أصغر من الفراشة وأحقر منها؟ أو مثل النمل أو النحل؟ ومع هذا فهذه جميعها تتحدث عن عناية الله وقدرته وحكمته! من أجل هذا إذ تأهل النبي بالروح للتأمل في الخليقة في كليتها صرخ قائلًا: "ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت!" (مز 104: 24) حقًا إن أهوية السماء خُلِقَتْ من أجلك... ترطب أجسامنا المُتعَبة وتُجَفِّف المناطق الوحلة، وتُخَفِّف حِدَّة الصيف، وتنمي الزروع، وتساعد على الإبحار الخ... وإن أردت البحث في الليل فإنك تنظر فيه عناية الله القديرة، فإنه يُعِين جسدك المتعب، ويُهَدِّئ أعصابك المُجْهَدة... ينقذك من آلام النهار، واهتماماته المملوءة قلقًا... فمن يُحرَم من راحة الليل يخسر النهار، ومن لا يعطي لعقله هدوءًا واسترخاء يفسد عمله. هذا كله من أجلك يا إنسان ... الآن وقد فهمتَ عناية الله أنها تفوق أشعتها ضياء نور الحياة، لا تفحصْ بفضول الأمور التي تعلو قامتك ولا تسلك فيما لا ينفعك... فوجودنا ذاته هو هبة معطاة لنا من قبيل حبه الفائق، إذ هو ليس محتاجًا إلى عبوديتنا . القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 92 | مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ |
مزمور 84 |يَا رَبَّ الْجُنُودِ |
مزمور 66 | قُولُوا لله: مَا أَهْيَبَ أَعْمَالَكَ |
مزمور 55 - أَهْلِكْ يَا رَبُّ |
مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! |