ماذا يفعل الرب بهم إذ قبلوا خداع الأنبياء الكذبة ولم يصدقوه؟
أولًا: إذ ينطق الأنبياء الكذبة بالباطل يصيرون هم باطلًا، كالريح الذي لا يدوم، يهب فيختفي... يصيرون خيالًا. "والأنبياء يصيرون ريحًا، والكلمة ليست فيهم؛ هكذا يصنع بهم" [13]. يختفون سريعًا ويظهر بطلان كلماتهم لأن كلمة الرب ليست فيهم.
ثانيًا: يجعل كلامه نارًا في فم نبيه إرميا، تحرق الشعب كالحطب فتأكلهم [14]. لو أنهم كانوا ذهبًا أو فضة أو حجارة كريمة لصيرتهم النار أكثر بهاءً ونقاوة، لكن لأنهم حطب وعشب وقش تحرقهم!
يقول العلامة أوريجينوس[على أي الأحوال، للنار قوة مضاعفة: بالواحدة تنير وبالثانية تحرق ]. السيد المسيح نفسه جاء إلى العالم نارًا يحرق إبليس وملائكته (لو 13: 27؛ مت 25: 41). كما يقول إن الذي يُعلم في كنيسة الله بالتوبيخ والانتهار فقط يكون نارًا تحرق ولا تنير، أما إذا كشف أسرار الناموس وناقش الأسرار الخفية فقط فيكون نارُا تنير ولا تحرق. لهذا يليق أن يمتزج نور المعرفة بلهيب خفيف من الحزم.
ثالثًا: يسمح بسبيهم بواسطة أمة بعيدة قوية لا يعرفون لسانها، ولا يفهمون ما تتكلم به، أمة تتكلم بلغةٍ غريبة، لغة العنف والقسوة والاستعباد بغير حوار أو تفاهم!