«ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ، فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا»
( تكوين 22: 19 )
يُلفت النظر عدم الإشارة إلى رجوع إسحاق مع إبراهيم إلى الغلامين، مع أن إبراهيم قال للغلامين: «أَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَيْكُمَا» ( تك 22: 5 ). ومرتين نقرأ القول: «ذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا» ( تك 22: 6 ، 8)، لكننا لا نقرأ عبارة “رَجعَا كِلاَهُمَا مَعًا”، بل يقول: «رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى غُلاَمَيْهِ، فَقَامُوا وَذَهَبُوا مَعًا». مع أننا نعلم بالتأكيد أن إسحاق قام من على المذبح، فأين ذهب؟ ولماذا صمت الروح القدس عنه؟ ونحن نعلم أن الوحي إذا تكلَّم يكون قد تكلَّم، وإذا صمت يكون أيضًا قد تكلَّم. وليس ذلك فقط لكن في الأصحاح التالي (تك23) نقرأ عن موت سارة، ونجد إبراهيم وحده يندب سارة ويدفن سارة، ولا نقرأ كلمة واحدة عن إسحاق أنه واقف بجوار إبراهيم، حاضرًا جنازة أُمِّهِ! فلماذا صمت الروح القدس ولم يحدثنا عنه؟ بالتأكيد أنه كان موجودًا لكن صمت الروح القدس له مغزى.