19 أَحْشَائِي، أَحْشَائِي! تُوجِعُنِي جُدْرَانُ قَلْبِي. يَئِنُّ فِيَّ قَلْبِي. لاَ أَسْتَطِيعُ السُّكُوتَ. لأَنَّكِ سَمِعْتِ يَا نَفْسِي صَوْتَ الْبُوقِ وَهُتَافَ الْحَرْبِ. 20 بِكَسْرٍ عَلَى كَسْرٍ نُودِيَ، لأَنَّهُ قَدْ خَرِبَتْ كُلُّ الأَرْضِ. بَغْتَةً خَرِبَتْ خِيَامِي، وَشُقَقِي فِي لَحْظَةٍ. 21 حَتَّى مَتَى أَرَى الرَّايَةَ وَأَسْمَعُ صَوْتَ الْبُوقِ؟ 22 «لأَنَّ شَعْبِي أَحْمَقُ. إِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا. هُمْ بَنُونَ جَاهِلُونَ وَهُمْ غَيْرُ فَاهِمِينَ. هُمْ حُكَمَاءُ فِي عَمَلِ الشَّرِّ، وَلِعَمَلِ الصَّالِحِ مَا يَفْهَمُونَ».
اعتاد الله ألا ينسب الشعب إليه متى صار شريرًا، لكن أمام مرارة نفس النبي يقول "شعبي"... وكأنه يقول لإرميا النبي، إن كنت مُر النفس برؤيتك ما يحل بهم، فإنهم شعبي، لا أود أن أقسو عليهم... هم ألقوا بأنفسهم في الفساد لأنهم لم يعرفوني معرفة الإله الذي يملك على القلب، ومعرفة المخلص المنقذ من الفساد، معرفة الصديق المحب...معرفتهم لي شكلية، لا معرفة الخبرة الحية. إنهم جاهلون وغير فاهمين، يلقون أنفسهم بأنفسهم في المرارة.
لقد وهبتهم الحكمة لكنهم استخدموها في عمل الشر لا في الصلاح. أساءوا إليّ وإلى عطاياي لهم.
نخلص من هذا كله أن صرخات الأنبياء الحقيقيين ليست إلا صدى لصوت الله الذي لا يطيق فساد عروسه وغباوتها وجهلها، بل يطلبها عروسًا مزينة بحكمته ومعرفته الحية.
هذههي الزينة التي يطلبها الأنبياء الحقيقيون لا الكاذبون.
يلقب القديس إكليمنضس الإسكندري المؤمن الحقيقي "غنوسيًا"،أي صاحب معرفة: [يجب على الغنوسي أن يكون كثير المعرفة].
[الغنوسي الذي أتحدث عنه يدرك ما يبدو للآخرين غير مدرك، إذ يؤمن أنه ليس شيء غير مدرك لدى ابن الله، وليس شيء لا يمكن تعلمه. الذي تألم حبًا فينا لا يخفي شيئًا من المعرفة اللازمة لتهذيبنا].
[يبدولي أنه يوجد أمور ثلاثة في قدرة الغنوسي:
أولًا: معرفة الأشياء؛
ثانيًا: تنفيذ ما يقترحه اللوغوس (الكلمة)؛
ثالثًا: القدرة على تقبل الأسرار المخفية في الحق ].