رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولكن لا أَصلَ لَه في نَفْسِه، فلا يَثبُتُ على حالة. فإِذا حَدَثَت شِدَّةٌ أَوِ اضطِهادٌ مِن أَجلِ الكَلِمة عَثَرَ لِوَقْتِه. تشير عبارة "لا أَصلَ لَه في نَفْسِه" إلى الفَشَل الثَّاني، أي من تقبل كَلِمة الله لكن لا جذور له ولا مبادئ راسخة له: كالإيمان والتوبة والمحبة لله، وبالتالي لا ثبات لديه، فكَلِمة الله تتطلب بعض الوقت لتُثمر (متى 24: 13) فلا يكفي تقبل كَلِمة الرَّبّ "لوقته " εὐθὺς أي حالا وعلى عجل وفي لحظة دون صبر ووقت. ويقول المثل "ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة " Easy come, easy go". وهذا الصنف من السَّامعين كَلِمة الله كالبَيت المَبني على الرَّمل " ومَثَلُ مَن سَمِعَ كلاَمي هذا فلَم يَعْمَلْ بِه كَمَثَلِ رَجُلٍ جاهِلٍ بَنى بَيتَه على الرَّمْل. فنزَلَ المطَرُ وسالتِ الأَودِيةُ وعَصَفَتِ الرِّياح، فضَرَبَت ذلكَ البَيت فسَقَط، وكان سُقوطُه شديداً" (متى 7: 26-27) أمَّا عبارة "يَثبُتُ" في الأصل اليوناني σκανδαλίζεται. (معناها يتشكك أو يعثر أي يؤخذ في الفخ الذي نصبه له الشَّيطان) فتشير إلى عدم إمكانية الوقوف في وجه المخاطر التي تُهدِّد الكَلِمة (لوقا 21: 19)؛ وقد شدّد بولس الرَّسول على هذا الثَّبات في رسائله "لا نَنفَكُّ نَذكُرُ ما أَنتُم علَيه مِن نَشاطِ الإِيمانِ وجَهْدِ المَحَبَّةِ وثَباتِ الرَّجاءَ بِرَبِّنا يسوعَ المسيح، في حَضرَةِ إِلهِنا وأَبينا"(1 تسالونيقي 1: 3). أمَّا عبارة " شِدَّةٌ " فتشير إلى الاضطهاد والضيق في الأزمنة الأخيرة، أمَّا لوقا الإنجيلي فيتوقف عند التجربة التي تُعرض للمؤمن في الحياة اليوميَّة "والَّذينَ على الصَّخْرِ هُمُ الَّذينَ إِذا سَمِعوا الكَلِمة تَقبَّلوها فَرِحين، ولكِن لا أَصلَ لَهم، فإِنَّما يؤمِنونَ إلى حين، وعِندَ التَّجرِبَةِ يَرتَدُّون" (لوقا 8: 13). أمَّا عبارة " اضطِهادٌ" فتشير إلى الشدة الأخيرة من اجل البشارة، كما ورد في إنجيل مرقس (مرقس 13: 19-24). هنا نفهم أنَّ كنيسة متى الإنجيلي عرفت الاضطهاد واختبرت سقوط الكثيرين. أمَّا عبارة "لِوَقْتِه" في الأصل لليوناني εὐθὺς (معناها حالا) فتشير إلى الإنسان الذي يكون متحمسا حيال كلمة الله ولكن محبَّته ليست عميقة. فهو يعيش بصورة مشتتة ولا يوحِّد جهوده حول كملة الله. فهو عديم الصبر. |
|