* دعنا إذًا نُسْرِع إلى تقبُّل المنّ السماوي، الذي يُعْطِى لكل فم الطَعْمِ الذي يرغب فيه. فلنستمع أيضًا إلى ما يقوله الرب لمن يقترب إليه: "وكما آمنت يكون لك" (مت 8: 13). لذلك، فإن تقبَّلت كلمة الله، التي تسمعها في الكنيسة، بإيمانٍ كاملٍ وورعٍ، فستكون لك هذه الكلمة: "كما تشاء: فعلى سبيل المثال، إن كنتَ حزينًا فسيعزيك قوله: "القلب المنكسر والمنسحق لا يرذله الله" (مز 50: 17).
وإذا فرحتَ آملًا في المستقبل، فسيزيد فرحك عندما تسمع: "افرحوا بالرب، وابتهجوا يا أيها الصديقين" (مز 32: 11).
وإذا كنتَ غاضبًا، فستهدأ عندما تسمع: "كف عن الغضب، واترك السخط" (مز 37: 8).
وإن كنتَ في ألمٍ، فَسَيُبْرِئُك سماع: "الرب يشفي كل أمراضك" (مز 103: 3).
وإن كنتَ منسحقًا بالفقر، فستتعزى حينما تسمع: "الرب المقيم المسكين من التراب، الرافع البائس من المزبلة" (مز 103: 7).
إذًا فالمنّ الذي يعطيه لك كلمة الله، سوف يكون في فمك بالطَعْمِ الذي تشاء.
العلامة أوريجينوس