* اسمعوا ما هي كل حسناته. "الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يشفي كل أمراضك". تطلعوا إلى إحساناته. ماذا يستحق الخاطئ سوى العقوبة؟ ماذا يستحق المُجَدِّف سوى نار جهنم؟ إنه يهبكم هذه الإحسانات حتى لا ترتجفوا بفزع، وتخافوه بدون حب... فإنك خاطئ. ارجع ثانية وتقبَّل إحساناته. إنه "يغفر جميع ذنوبك"... ومع هذا فبعد غفران الخطايا تهتز النفس ذاتها بأهواءٍ معينة، ولا تزال في مخاطر التجربة. إنها لا تزال تُسر ببعض المقترحات، إنها لا تُسر ببعضها، وأحيانًا تقبل البعض وتُسر بها: إنها تنجرف فيها. هذا هو ضعف، لكنه، "يشفي كل أمراضك". تُشفى كل ضعفاتك، فلا تخف! إنها ضعفات خطيرة، لكن الطبيب أعظم. لا يوجد ضعف يوضع أمام الطبيب القدير غير قابل للشفاء. فقط اسمحْ لنفسك أن تُشفَى. لا تقاوم يديه؛ إنه يعرف كيف يتعامل معك. لا تُسر فقط عندما يدللك، وإنما احتمله عندما يمسك السكين. احتملْ ألم العلاج، فإن له تأثيره على مستقبلك .
القديس أغسطينوس