رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله وحده ان محبة الله يصاحبها انفصال وعزلة حيث ان طبيعتنا تكون غير قادرة ان تحمل هذا الحب وتجلب معه محبة لأشياء مخلوقة لأنه يجب علينا ان نبعد انفسنا تماما من التعلق بالأشياء الفانية لكي نبلغ الي ما يطلبه منا الله وبالتالي نحتفظ بحبنا فهو القائل:” أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ.. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.“(خروج2:20-3). ان السبب الأعمق لهذا الإنفصال هو انه لا يمكننا ان نخدم الله واي إله آخر:” «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.“(متى24:6). لقد جاء في الانجيل المقدس عن القديسة مارثا اخت لعازر انه يجب ان يكون الله هو الأول في كل شيئ فقال يسوع:” مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».“(لوقا41:10-42). من هذه الكلمات يمكننا ان نتفهم العزلة المخيفة التي يطلبها منا هذا الإله الغيور، فانه يريدنا ان نلقي بعيدا عنا وندمر ونميت كل شيئ ليس منه وليس هو فيه لهذا طلب منا الرب يسوع:” “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك“(متى37:22). ان يكون الله هو وحده مركز تفكيرنا وحبنا واهتماماتنا فماذا سنفعل بعد ذلك؟ ما الذي سنفكر فيه؟ وماذا عن ممتلكاتنا وملذاتنا وعملنا؟ هذه الوحدة تبدو لنا نوع من الموت لأن فيها لم نعد نرى بهجة وسحر الحواس واللهو المقبول بيننا والذي يبدو اننا نستمتع بحريتنا ولا في الواقع بأي من تلك الأشياء التي بدونها نعتقد ان الحياة ستكون غير محتملة. ولكن هنا ما يعطى ضربة الموت: القلب يجرد من كل ما يحب ولا لزوم له، ويرتبط بشيئ واحد ضروري وبقوة لا تصدق ولا شيئ آخر فيه ويقتل نفسه بالقلق والخوف لذا قال بولس الرسول:” وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ”(1كورنثوس14:2).ان الروح التي جُردت من كل الأشياء المعقولة تبحث الآن عن شيئ بسيط للغاية ولا يمكن الوصول اليه وبحيث يصعب في نفس الوقت وجوده في بعض الأحيان. ان النفس تراه فقط من خلال الإيمان والذي يمكن ان يقال انها لا تراه وتعانقه فقط وسط الظلام والظلال. ترى ما الذي تفعله يا يسوع المسيح أيها الإله المصلوب؟ ما فائدة مسامير صلبك واكليل شوكك وحتى صليبك؟ لماذا موتك وقبرك؟ ألم يكن كل هذا من أجل تحطيم وصلب ودفن كل الأشياء الأرضية معك؟ ان تلك الآلات التي استخدمت لصلبك وموتك ليس لها أي استخدام لك الآن ولكن كنيستك ونفوس مؤمنيك التي خلصتها تسألك عنهم. اعط لتلك النفوس التي اعتمدت في اسمك يا “عريس الدم”(خروج26:4)، تلك الأسلحة المدمرة والفتاكة لكي يمكنها الانضمام والاتحاد بك في سر صليبك وعندئذ الفقر والانفصال والتنازل عن الذات يمكن ان يكونوا ذلك المهر الذي يقدم لك. ان تنفية النفوس بسر صليبك تلك التي خلصتها من الدينونة والعقاب حتى تكون آهلا لتكون معك في مجدك عندما يخضع الله كل شيئ:” وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ”(كولوسي20:1). ان هذا السر أي سر الوحدة بعد ان كانت نفوسنا المطرودة تبكي في أسرها وهي في ارض الغربة على ضفاف مياه البابليين متذكرة صهيون والملكوت والعرش السماوي. ان هذا هو سر الوحدة والتي تعمل كل يوم في نفوسنا الشهيدة والمتطلعة للعودة فنحن كما جاء:”قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى أَمَامَهُ،”(كولوسي21:1-22). فـى صـلاة يسوع الأخـيـرة قـبـل الرحيـل قال هذه العبارة عـن الرسل: ” انـهـم ليـسوا مـن العـالـم كـمـا إنـي أنـا لستُ مـن العـالـم” (يوحنا16:17)، وهذا يعني: “لايحـيـون بعد فـى الجسد” (1بطرس 2:4-3)، ” يحبون بعضهـم بعض حبـاً أخويـاً”(رومية10:12)، ” مضيفين بعضهم لبعض من دون تذمــــر” (1بطرس9:4)، ” يخـدم كل واحد الآخـرين”(1بطرس10:4)، ” لا يرتبكون بـهـموم الحياة” (2تيموثاوس 4)، ” جسد واحـد وروح واحـد” (أفسس 4:4)، ” يثمرون ثـمر الروح ” (غلاطية 22:5)، “لا يحسدون بعضهم بعضا” (غلاطية 26:5)، ” ليسوا عبيدا بل أبناء” (غلاطية 6:4-7)، ” فيهم من الأفكار والأخلاق ما هو فى المسيح يسوع”(فيليبى 5:2)، ” يسلكون بحسب الروح لا بحسب الجسد” (غلاطية 16:5)، “يـُـقـتـادون بروح اللـه” (رومية 14:8)، ” يـبتـغون مـا هـو فوق حيث الـمسيح” (كولوسي1:3)، ” يسمـعون أقوال اللـه” ( يوحنا 47:8)، ” مـولودين من الروح” (يوحنا 6:3)، “أحقاؤهم مشدودة وسرجهم موقدة ينتظرون سيدهم متى يرجع”(لوقا 35:12)،” لا يطلبون ما يأكلون أو مـا يشربون ولا يقلقوا بل يطلبون ملكوت اللـه” (لوقا 29:12)، ” مـخلوقين على صورة الله ومثاله” (تكوين 27:1)، “ذريـة اللـه” (أعمال الرسل 28:17)، أحبهـم اللـه (1يوحنا 10:4)، إخـتارهـم اللـه (يوحنا 16:15)، أخـوة للرب (عبرانيين 11:2)، أُعطوا معرفـة أسرار الـملكوت (متى 9:13)،” جيل مـختار وكهنوت ملوكى” (1بطرس9:2). لهذا علينا ان نحيا تلك الحياة الجديدة التي اعطانا إياها الرب يسوع بموته وقيامته وحتى نصل للحياة معه في فردوس النعيم. اكرام: امتنع عن التلفظ بالكلام الجارح او البذيء ولا تحلف باسم الله بالباطل نافذة: يا سلطانة الرسل علمينا طريق الخير يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة. |
|