المذهب الخامس هو مذهب «الحسبان المباشر» أي بدون واسطة وهو الأكثر قبولاً عند أغلب اللاهوتيين، ويقول إن آدم هو رأس البشر الطبيعي ونائبهم الشرعي، وإن البشر بسبب ذلك امتُحنوا فيه، فنتج من سقوطه أن وُلد كل فرد منهم بطبيعةٍ فاسدة وتحت طائلة عقاب معصية آدم. فالأمر الأول نشأ عن رئاسة آدم الطبيعية، ولما فسد نال نسلهُ بالولادة طبيعةً فاسدة بموجب قانون أن الشيء يلد نظيره. ونشأ الأمر الثاني عن رئاسة آدم الشرعية التي بموجبها كان نائب البشر شرعاً (أي بتعيينٍ رسمي من الله) وحُسب عليهم جرم معصيته لأنه نائبهم الشرعي. والنتيجة أن جرم خطية آدم الأولى وضياع بره الأصلي وفساد طبيعته بسقوطه وصل إلى جميع نسله لأنه رأسهم الطبيعي ونائبهم الشرعي، وأن بين البشر وآدم علاقة طبيعية وعلاقة شرعية. فبواسطة العلاقة الطبيعية أخذوا منه الطبيعة الفاسدة. وبعلاقتهم الشرعية به حُسب عليهم جُرم معصيته.