![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() زيف السعادة وإن كان هذا كلام العلم ونظرة الواقع، فعندنا ما هو أثبت (٢بطرس١: ١٩) بكثير؛ وهي كلمة الله الخبيرة بكل صنوف البشر، والتي تحكي لنا عن أغنياء كثيرين عاشوا في مستوى عالٍ من الرفاهية، ومع ذلك غابت مفردات السعادة بالكامل عن حياتهم. ومنهم هذا الغني الذي «كَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفّهًا» (لوقا١٦: ١٩)، فعناصر الرفاهية التي كانت لديه، كانت في ملابسه الفاخرة، وفي هيئته البهية، وفي استمرار تنعمه بكل ما لَذَّ وطاب، وهو أمر لا يستطيع أحد أن يلومه عليه. ولكن المشكلة أن هذا الغني كانت مشاعره متحجرة وعواطفه مُغلقة على من حوله، فنقرأ «وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ» (لوقا١٦: ٢٠، ٢١). فلما ماتا، الغني ولعازر، مثل بقية البشر، دار هذا الحوار بين الغني المرفّه وبين أبينا إبراهيم «فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ» (لوقا١٦: ٢٥). ونلاحظ هنا، أن أبينا إبراهيم لم يقُل للغني: أنت كنت تتعزى ولعازر كان يتعذب في الحياة، وانعكس هذا الوضع في الأبدية، ولكنه قال له: الآن هو يتعزى وأنت تتعذب، ومن هذا أستنتج أنه حتى الرفاهية التي طلبها وعاشها الغني، فإنها لم تستطع أن تضمن له السعادة في حياته، ولم تأتِ له بالعزاء في أبديته، فلا توجد علاقة بين الرفاهية والسعادة. |
![]() |
|