ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على أَرضٍ حَجِرةٍ
لم يكُنْ له فيها تُرابٌ كثير، فنَبَتَ مِن وقتِه لأَنَّ تُرابَه لَم يَكُن عَميقاً.
لا تشير عبارة "أَرضٍ حَجِرةٍ" في الأصل اليوناني πετρώδη (معناها أماكن صخرية) إلى أرض مملوءة بالحجارة، وهي الأرض المكوّنة من طبقة رقيقة من التُّربة تكمن تحتها طبقات صَخريّة غير صالحة للنبات أو للزِّراعة، وهذا النوع من التُرْبة شائعٌ في الجليل. وهذه الأرض هي سبب الفَشَل في خَصب الحَبّ. وعلى هذه الأرض الحَجِرة ينمو الزَّرع بسُرْعة فيها، ويَجفَّ بسرعة أيضًا، لانَّ فيها حِجارة كثيرة وتُراب قليل. وهذا المَشهد أقرب إلى الواقع الفلسطيني من الصَخر، كما ورد في إنجيل لوقا (لوقا 8: 6). أمَّا عبارة " فنَبَتَ مِن وقتِه " في الأصل اليوناني εὐθέως ἐξανέτειλεν (معناها نبت حالاً) فتشير إلى سرعة تأثير الحَرارة في الحَبّ وذلك لرقة تربة الأرض. في الأرض الحجرة ينبت الزرع حالا، ولهذا السبب لا تستمر، ولا تصمد أمام الوقت الطويل. أمَّا عبارة "تُرابَه لَم يَكُن عَميقاً" فتشير إلى الرطوبة (لوقا 8: 6) أي الافتقار إلى العمق الروحي.