رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَتَخْشَى الأُمَمُ اسْمَ الرَّبِّ، وَكُلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ مَجْدَكَ [15]. إن كانت قوات الظلمة تظن أنها قادرة لا أن تُحَطِّم كنيسة الله، بل وتبتلعها كنهرٍ جارفٍ يبتلع الكثيرين، فإن النبي إشعياء يصرخ: "حسب الأعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطًا، وأعداءه عقابًا، جزاءً يجازي الجزائر. فيخافون من المغرب اسم الرب، ومن مشرق الشمس مجده، عندما يأتي العدو كنهرٍ فنفخة الرب تدفعه" (إش 59: 18-19). إنه بالحق يحطم عداوتهم، ويعلن مخافته فيهم، فيؤمنون به، ويصيرون أعضاء في كنيسته المقدسة. يريد الله أن جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون (1 تي 2: 4). لقد حلّ موعد الرأفة بمجيء السيد المسيح مخلص العالم، فانكشفت النبوات بتحقيقها بمجيئه وعمله الخلاصي. بهذا فرح عبيد الرب بالحجارة الحية، التي هي جماعة الأنبياء. كما خُلق آدم من التراب، تجددتْ الخليقة أيضًا لمجيء المخلص، وإقامة كنيسة العهد الجديد كما من التراب "حنوا إلى ترابها" [14]، وأقيم حائط في بيت الرب، إذ صار التراب حجارة حيَّة مبنية في بيت الرب. الآن انجذب الأمم إلى الإيمان وصار فيها مخافة الرب، وصار حائطًا جديدًا يرتبط بالحائط الأول خلال حجر الزاوية (أف 2: 5). * الأمم التي لم تكن أولًا تخشى الله الحقيقي، ولا تعرف قدرته، بعد أن تلمذها الرسل، وعرَّفوها به، وعمدوها، صارت تخاف الرب خوفًا خلاصيًا، الذي هو بدء الحكمة. عرف ملوك الأرض كلهم مجد الله، هؤلاء الذين كانوا يسودون على الممالك. وأيضًا الذين صار لهم سلطان على شهوات الجسد وانفعالات النفس، وضبطوها (عرفوا مجد الله). لكن أن يبقى منهم من لم يعرف حتى الآن مجد إلهنا، ففي حضوره العتيد، لن يكون من لا يعاين مجده. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
|