منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 07 - 2023, 11:43 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

الشيطان وإعاقة الخدمة










الشيطان وإعاقة الخدمة

«الله... يريد أنَّ جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون» (1تي2: 3، 4). هذا هو إعلان الله الواضح عن إرادته الصالحة والمجيدة. فإرادة الله من جهة الناس ليس خلاصهم فحسب، بل أن يَقبَلوا الحق ويعيشوا فيه، ولكي يُعلن الله إرادته استخدم أواني متعدِّدة لتوصيل إعلانه للنفوس، وزوَّدهم بمواهب متنوِّعة، إذ «كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟» (رو10: 14).

ولكن بين أواني الرب (الخادمين)، الذين يُعلنون أفكاره، والسامعين (المخدومين)، الذين يستقبلون هذا الإعلان، هناك طرف آخر خفي وهو الشيطان.. هو عدو مكين يعمل بكل اجتهاد كي يحول دون تحقيق ذلك، من أجل ذلك نجده في دهائه يُركِّز هجماته في اتجاهين: الأول على الخادمين، كي ما يؤثر على خدمتهم ويعطِّلها، والثاني على المخدومين، كي ما يضعف من تأثير كلمة الله عليهم!

وسوف أُشِير الآن فقط إلى أمرين يفعلهما الشيطان مع الخادمين، وأمرين يفعلهما مع المخدومين. ولنبدأ بالخادمين:

إعاقة شيطانية

حاول الرسول بولس أن يذهب إلى تسالونيكي مرة ومرتين، إلاَّ أنه لم يستطع؛ ويعزو الرسول سبب ذلك إلى تعرضه لمقاومة الشيطان: «لذلك أردنا أنْ نأتي إليكم - أنا بولس - مرة ومرتين، وإنَّما عاقنا الشيطان» (1تس2: 18).

كانت كنيسة تسالونيكي حديثة في الإيمان، ولقد تعرَّضت لمقاومة عنيفة وضيقات كثيرة، وكان المؤمنون هناك يحتاجون إلى تشجيع وتعضيد، ولقد خاف الرسول بولس عليهم، لئلا يكون إيمانهم تزعزع من جرَّاء شدَّة الاضطهادات (راجع 1تسالونيكي 3)، ولذلك اجتهد أن يذهب إليهم، وهنا تدخَّل الشيطان بكل قوة ليحول دون ذلك. نحن لا نعلم ما هي الوسائل التي استخدمها الشيطان ليُعطِّل الرسول، كما لا نعلم كيف بالتحديد عَلِم الرسول أنَّ ما حدث معه هو من الشيطان ، لكن لا شك أنَّ تقوى الرسول وشركته مع الرب أعطته القدرة على التمييز.

ولم تكن مقاومة الشيطان لبولس قاصرة على ما فعله معه في تسالونيكي، ويبدو فيها أنه نجح ، ولكن كم تنوعت مقاومة وإعاقة الشيطان لبولس طوال

*كما عَلِم الرسول في مناسبة أخرى إنَّ الإعاقة كانت من الروح القدس (أع16: 6). ويمكننا القول: إنه غالبًا تكون إعاقة الروح القدس مرتبطة بعدم راحة النفس الداخلية، كما أنَّ إعاقة الشيطان مرتبطة بأحوال وظروف خارجية معاكسة.
وإن كان الرب، الذي له وحده أن يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة، استثمر هذا الموقف وجعل الرسول يكتب رسالته الأولى لتسالونيكي، بما تحويه من فوائد كثيرة ومتعدِّدة كانت سبب بركة وإنعاش لمؤمني تسالونيكي، ولكل الأجيال فيما بعد حتى يومنا هذا، ولم يحرم المؤمنون في تسالونيكي آنذاك من تعزية وتشجيع فوري، إذ أرسل الرسول بولس إليهم تيموثاوس (1تس3: 2، 3).

مسيرة خدمته ! ولكنها قَطّ لم تثبط عزيمته، بل نسمعه يقول: «لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعي، والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع» (أع20: 24).

وما أروع التقرير الذي قدَّمه هذا الخادم المكرَّس، عن شدة وكثرة ما تعرَّض له، خلال مسيرة خدمته المضنية، والتي لم تُثنِه عن الاستمرار في ذات الدرب بكل اجتهاد ومثابرة: «مِن اليهود خمس مرات قَبِلت أربعين جلدة إلاَّ واحدة. ثلاث مرات ضُرِبت بالعصي. مرة رُجِمت. ثلاث مرات انكسرت بي السفينة. ليلاً ونهارًا قضيت في العمق. بأسفار مرارًا كثيرة. بأخطار سيول. بأخطار لصوص. بأخطار من جنسي. بأخطار من الأمم. بأخطار في المدينة. بأخطار في البرية. بأخطار في البحر. بأخطار من إخوة كذبة» (2كو11: 24-26).

بل ما أعجب ما نقرأه عندما تعرَّض مرَّة للرجم في لسترة حتَّى الموت: «ولكن إذ أحاط به التلاميذ قام ودخل المدينة، وفي الغد خرج مع برنابا إلى دربة (ليستكمل خدمته)» (أع14: 20)!!

عُجب شيطاني

وهي وسيلة يلجأ إليها الشيطان كثيرًا، وهي أنْ يشغِل الخادم بما يُقال عنه، ولا سيَّما إنْ كان مدحًا وإطراءً. وهذا ما تعرَّض له الرسول بولس ومن معه من ”روح العرافة“، والذي هو أحد جنود الشيطان: «هذه اتَّبعت بولس وإيانا، وصرخت قائلة: هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي، الذين ينادون

سواء استخدم في ذلك: ”البشر“؛ أناس أردياء أشرار، أو ”الطبيعة“؛ اضطراب البحر.. إثارة عواصف.. سيول، أو ما إلى ذلك.

لكم بطريق الخلاص» (أع16: 17). إنَّ ما قيل كان حقيقيًّا، ولكن بولس الروحي لم يقبل شهادة من الشيطان، أو من البشر عمومًا ولا حتَّى من المؤمنين، بل لم يرضَ أن يحكم هو على نفسه: «وأما أنا فأقلّ شيء عندي أن يُحكَم فيَّ منكم أو من يوم بشر. بل لست أحكم في نفسي أيضًا» (1كو4: 3). بل إنه يعتبر أنَّ ما يقوم به من خدمة أمر واجب «لأنه إن كنت أبشر فليس لي فخر، إذ الضرورة موضوعة عليَّ، فويل لي إن كنت لا أبشِّر» (1كو9: 16).

غير أنه ينتظر تقدير ومكافأة السماء له، فنسمعه في نهاية حياته وخدمته يقول: «فإني أنا الآن أُسكب سكيبًا، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان؛ وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا» (2تي4: 6-8).

ولننتقل الآن إلى المخدومين:

هناك مثلان من أمثال الرب في متى 13 ”مثل الزارع“ و ”مثل الزوان“ يوضّحان لنا طريقة عمل الشيطان المزدوج مع النفوس، فهو في البداية يحاول أن يخطف الكلمة، وإن فشل في ذلك، يحاول أن يزرع زوانًا!!

خطف شيطاني

ففي مثل الزارع نقرأ: «وفيما هو يزرع، سقط بعض على الطريق، فجاءت طيور السماء وأكلته» (مر4: 4). ويشرح لنا الرب نفسه هذا المثل، فيقول: «الزارع يزرع الكلمة، وهؤلاء هم الذين على الطريق، حيث تُزرَع الكلمة وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم» (مر4: 14، 15).

فالطريق يُشير إلى حالة قلوب بعض السامعين. إنها نوعية من الناس لا يكترثون كثيرًا بما يسمعون، إنهم مصابون بحالة من الاستخفاف وعدم الاستعداد لقبول الكلمة، وهذا ما يجعل الشيطان يُبادر، وبكل سهولة، كما يذكر لنا البشير متى ”ويخطف الكلمة“ (مت13: 19)!

فرغم أن الكلمة وصلت إلى القلب، إذ إن كلمة الله تناسب حاجة قلب الإنسان بغض النظر إن كان يقبلها أو لا يقبلها ، لكن لأنهم عديمو الانتباه وغير مبالين، سرعان ما يخطف الشيطان ما زُرِع على سطح القلب ولم ينغرس فيه. وما أكثر النفوس التي يهيئ لها الله فرصة تلو فرصة، فيها يسمعون كلمة الله المخلصة (يع1: 18)، والمطهرة (أف5: 26)، لكنهم بكل أسف يسمحون للشيطان أن ينزع الكلمة، إذ هم أصلاً غير جادين لاستقبالها!

أليس هذا ما حدث مع فيلكس، إذ تكلم بولس إليه بكلام الله، ولكنه بكل أسف لم يستجب لها: «وبينما كان يتكلم (بولس) عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس وأجاب: أمَّا الآن فاذهب ومتى حصلت على وقت أستدعيك» (أع24: 25). لقد وقعت الكلمة الصالحة على قلبه الفاسد،

ألا نرى في هيرودس مثالاً لذلك، لقد كان مُغرمًا بسماع كلام يوحنا المعمدان، بل كان يسمعه بسرور (مر6: 20)، ولكنه لم يكن عنده استعداد قط أن يتجاوب معه، بل عندما تحرَّك ضميره وتوبَّخ من يوحنا، نجده يزيح يوحنا من أمامه ويُدخِله السجن، بدلاً من أن يعترف بخطئه ويتوب (لو3: 19، 20)!!

وتأثَّر بها في البداية، حتَّى إنه ارتعب، لكنه لم يكن مستعدًّا أن يتجاوب معها، ولجأ إلى المماطلة، فضاعت منه الفرصة، وإلى الأبد! ولا عجب أن نجده بعد ذلك يدعو الرسول بولس مرارًا كثيرة، ويتكلم معه (أع24: 26)، ولكننا لا نقرأ قَطّ أنه ارتعب كالمرة الأولى، أو تجاوب مع الكلمة بأية صورة كانت. لقد كان قلبه كالطريق، إذ استقبل كلمة الله، ولكنها لم تجد مكانًا تستقر فيه، فخطفها الشيطان من قلبه بكل سهولة!

زرع شيطاني

ولكن إنْ وقعت البذار على أرضٍ جيده، فأتت بثمرٍ (مت13: 23)، يُغيِّر العدو استراتيجيته، فيأتي في الليل ويزرع زوانًا، وهذا ما نجده في المثل الثاني:

«إنسانًا زرع زرعًا جيدًا في حقله، وفيما الناس نيامٌ جاء عدوه وزرع زوانًا في وسط الحنطة، ومضى» (مت13: 24، 25).

والزوان هو نبات شبيه بالحنطة في شكله، ولكنه عكسه في ثمره، فهو ليس فقط لا يصلح طعامًا، بل هو ضار وسام، وهو يشير إلى ما يُحاول عدو الخير أن يُدخله وسط شعب الرب، سواء ”معلمين كذبة“، أو ”تعاليم كاذبة“، حيث من خلالهم يُوجِد صورة زائفة لعمل الله، وهكذا يكون له فرصة كبيرة في مقاومة وتعطيل تأثير كلمة الله.

فما كان أعظم التأثير الضار الذي صار لشعب الرب في القديم من وجود اللفيف بينهم (عد11: 4)! الأمر الذي تنبه له نحميا ففرزهم من وسط الشعب (نح13: 3). وما أعظم التأثير الضار الناتج من المعلمين الكذبة في يومنا الحاضر، الذين دخلوا خلسة وسط كنيسة الله! ولقد أشار يهوذا في رسالته إليهم إذ قال: «لأنه دخل خلسة أناس قد كُتبوا منذ القديم لهذه الدينونة، فجار يحوّلون نعمة إلهنا إلى الدعارة، وينكرون السيد الوحيد الله، وربنا يسوع المسيح» (يه 4). كما يكتب الرسول يوحنا محذِّرًا منهم: «أيها الأولاد: هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أنَّ ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة. منَّا خرجوا لكنهم لم يكونوا منَّا، لأنهم لو كانوا منَّا لَبَقوا معنا، لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منَّا» (1يو2: 18، 19). كما يوبِّخ الرسول بولس مؤمني غلاطية لتأثرهم بهم: «أيها الغلاطيون الأغبياء: من رقاكم حتى لا تُذعنوا للحق؟ أنتم الذين أمام عيونكم قد رُسِم يسوع المسيح بينكم مصلوبًا» (غل3: 1). ولقد أشار الرسول بولس عن التأثير الضار لتعاليمهم الشريرة: «وكلمتهم ترعى كآكلة (الغنغرينا). الذين منهم هيمينايس وفيليتس، اللذان زاغا عن الحق قائلين إن القيامة قد صارت، فيقلبان إيمان قوم» (2تي2: 17، 18).

نعم.. إنَّ الشيطان لا يهدأ ولا يكل من أن يُفسد سُبل الله المستقيمة (أع13: 10)، ولكن دعونا لا نجهل أفكاره (2كو2: 11)، فنتحذَّر منه خادمين أو مخدومين، فلا ننزعج إذا جاءنا كأسد مزمجر، أو نرتبك إذا جاءنا كحية ماكرة، وفي كلا الحالين نقاومه راسخين في الإيمان (1بط5: 8، 9). فلا تُفسَد أذهاننا عن البساطة التي في المسيح يسوع.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن الشيطان هو الحجلة مثل فرعون الذي لا يريد من الشعب
في الخدمة طرف آخر خفي وهو الشيطان
بدون الحكمة تصبح الخدمة في يد الشيطان
وفي الخدمة نراعي أمرين: محبة الخدمة، وروح الخدمة
هبوط أرضي بعمق 3 أمتار بإحدى قرى قنا يتسبب في سقوط سيارة نصف نقل وإعاقة حركة المرور


الساعة الآن 07:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025