![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() المتردّد جدًا إنه يشبه الأول إذ تطوّع لاتباع الرب، وهو يشبه الثاني في الكلمات نفسها «يَا سَيِّدُ... لِي... أَوَّلاً...». إذ قال: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ ائْذِنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي». ونُسلِّم مرة أخرى بأنه لا يوجد خطأٌ أساسيّ في هذا الطلب بحدّ ذاته، فليس في إظهار الاهتمام بأحد أقربائنا أو في مجاملة أحبّائنا عند وداعهم أي شيء يناقض وصايا الله. فما هي إذًا نقطة الضعف وموطن الخطإ في تصرّف هذا الرجل؟ مشكلته أنه سمح للعلاقات الطبيعية الوديّة أن تاخذ مكان الصدارة وتتقدَّم على علاقته بالمسيح. ولذلك يقول له المسيح بنظر ثاقب: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إلى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ». وكأن المسيح يقول له: “لا أريد تلاميذًا مسترخين مدلّلين، بل أناسًا حازمين جديّين، يعطونني المكان الأول في حياتهم ويحسبون علاقاتهم بي أفضل من علاقاتهم العائلية الأخرى”. ولا شك أن “المتردّد جدًا”، ترك يسوع ومضى حزينًا في الطريق. فإن طموحه الشديد لأن يكون تلميذًا للمسيح قد تحطّم على صخرة العلاقات العائلية. الكتاب المقدس لم يُذكر اسم هذا المتردّد، الذي عاد على أعقابه، ففقَدَ بذلك أعظم فرصة في حياته، واستحق الحكم: «لا يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ». |
![]() |
|