رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“عندما جفَّت كل مصادر الإنعاش الطبيعية التي كانت فوق الأرض واحده فواحده، ضَرَبتُ جذوري عميقًا لأبحث عن مصادر أخرى؛ فوجدتُ عينَ ماءٍ عذبٍ يروي الغليل، فزرعت نفسي عليها، وكلما شعرت بالعطش، آخذ منها ما يكفيني. «مِنَ النَّهْرِ يَشْرَبُ فِي الطَّرِيقِ، لِذلِكَ يَرْفَعُ الرَّأْسَ» (مزمور١١٠). هناك حياة تسري في كياني، وتنبض كل يوم بالجديد «لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا» (٢كورنثوس٤: ١٦). كلّما مات المنظور نَمَت هذه الحياة غير المنظورة. كلما مات المادي والترابي نما الروحاني. كلما مات الطبيعي نما الفائق للطبيعة. وهذا الموت ما كان إلا طريق الإعداد للمجد!” ففهمت لماذا كان يقبل بولس الموت ويقول «حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ. إِذًا الْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلكِنِ الْحَيَاةُ فِيكُمْ»(٢كورنثوس٤: ١١) سالكًا بالمبدأ الذي علمه المسيح «مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (يوحنا١٢: ٢٥). الكتاب يحذِّرنا بشده من العيشة بحسب الجسد - الطبيعة الساقطة فيَّ؛ بإرادتها وشهواتها - قائلاً إنه علينا إماتته «لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ» (رومية٨: ١٣). علينا إماتة أعمال الجسد، وترك الرب يميت فينا ما يشاء، كي يُظهر فينا أسمى حياة. |
|