رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فكَّر في هذا الغصن، يوسف، ما الذي مات فيه؟ كان يحتاج كأي إنسان لمحبة الأم واحتضانها، لكنه حُرِم منها وهو طفل (تكوين٣٥: ١٩). ترجَّى أن يكون في إخوته التعويض، ولا سيما أنه كان يحبهم (تكوين٣٧: ١٦)، لكنهم خذلوه وأرادوا التخلص منه، وعندما أشفقوا عليه وعلى أبيه باعوه عبدًا (تكوين٣٧: ٢٨؛ مزمور١٠٥: ١٧). مضى الأهل، فلتبقَ إنسانيته، لتبقَ حرّيته وكرامته. لكن حتى الحرية والكرامة ضاعت إذ بيع يوسف عبدًا، صار عبدًا ذليلاً بعدما كان المُدلَّل، وسُجن بتهمة أخلاقية! (تكوين٣٩: ٢٠). كل شيء يموت يا يوسف.. أمك ماتت، والشركة مع أبيك، وأجواء العائلة، وراحة البيت، ماتت. حريتك وكرامتك ماتت. وماذا عن أحلامك؟ كيف بعد كل هذا الزمان، وأنت عبد ومسجون لا تتظر إفراجًا في مصر، وكانت أحلامك أن تصبح سيدًا بين إخوتك؟ ماتت الأحلام يا يوسف. |
|