رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصرة داود: 7 ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ ابْنِ أَخِيمَالِكَ: «قَدِّمْ إِلَيَّ الأَفُودَ». فَقَدَّمَ أَبِيَاثَارُ الأَفُودَ إِلَى دَاوُدَ. 8 فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ قَائِلًا: «إِذَا لَحِقْتُ هؤُلاَءِ الْغُزَاةَ فَهَلْ أُدْرِكُهُمْ؟» فَقَالَ لَهُ: «الْحَقْهُمْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ وَتُنْقِذُ». 9 فَذَهَبَ دَاوُدُ هُوَ وَالسِّتُّ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى وَادِي الْبَسُورِ، وَالْمُتَخَلِّفُونَ وَقَفُوا. 10 وَأَمَّا دَاوُدُ فَلَحِقَ هُوَ وَأَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل، وَوَقَفَ مِئَتَا رَجُل لأَنَّهُمْ أَعْيَوْا عَنْ أَنْ يَعْبُرُوا وَادِيَ الْبَسُورِ. 11 فَصَادَفُوا رَجُلًا مِصْرِيًّا فِي الْحَقْلِ فَأَخَذُوهُ إِلَى دَاوُدَ، وَأَعْطَوْهُ خُبْزًا فَأَكَلَ وَسَقَوْهُ مَاءً، 12 وَأَعْطَوْهُ قُرْصًا مِنَ التِّينِ وَعُنْقُودَيْنِ مِنَ الزَّبِيبِ، فَأَكَلَ وَرَجَعَتْ رُوحُهُ إِلَيْهِ، لأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلاَ شَرِبَ مَاءً فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَثَلاَثِ لَيَال. 13 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «لِمَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُل عَمَالِيقِيٍّ، وَقَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. 14 فَإِنَّنَا قَدْ غَزَوْنَا عَلَى جَنُوبِيِّ الْكَرِيتِيِّينَ، وَعَلَى مَا لِيَهُوذَا وَعَلَى جَنُوبِيِّ كَالِبَ وَأَحْرَقْنَا صِقْلَغَ بِالنَّارِ». 15 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «هَلْ تَنْزِلُ بِي إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ؟» فَقَالَ: «احْلِفْ لِي بِاللهِ أَنَّكَ لاَ تَقْتُلُنِي وَلاَ تُسَلِّمُنِي لِيَدِ سَيِّدِي، فَأَنْزِلَ بِكَ إِلَى هؤُلاَءِ الْغُزَاةِ». 16 فَنَزَلَ بِهِ وَإِذَا بِهِمْ مُنْتَشِرُونَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَرْقُصُونَ بِسَبَبِ جَمِيعِ الْغَنِيمَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي أَخَذُوا مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَرْضِ يَهُوذَا. 17 فَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ مِنَ الْعَتَمَةِ إِلَى مَسَاءِ غَدِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ أَرْبَعَ مِئَةِ غُلاَمٍ الَّذِينَ رَكِبُوا جِمَالًا وَهَرَبُوا. 18 وَاسْتَخْلَصَ دَاوُدُ كُلَّ مَا أَخَذَهُ عَمَالِيقُ، وَأَنْقَذَ دَاوُدُ امْرَأَتَيْهِ. 19 وَلَمْ يُفْقَدْ لَهُمْ شَيْءٌ لاَ صَغِيرٌ وَلاَ كَبِيرٌ، وَلاَ بَنُونَ وَلاَ بَنَاتٌ وَلاَ غَنِيمَةٌ، وَلاَ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا أَخَذُوا لَهُمْ، بَلْ رَدَّ دَاوُدُ الْجَمِيعَ. 20 وَأَخَذَ دَاوُدُ الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ. سَاقُوهَا أَمَامَ تِلْكَ الْمَاشِيَةِ وَقَالُوا: «هذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ». لم يستسلم داود للبكاء ولا تحطم باليأس إنما تشدد بالرب إلهه [6]، إذ يقول في مزاميره: "أحبك يا رب يا قوتي، الرب صخرتي وحصني ومنقذي. إلهي صخرتي به أحتمي. اكتنفتني حبال الموت، وسيول الهلاك أفزعتني حبال الهاوية حاقت بي؛ أشراك الموت أنتشبت بي. في ضيقي دعوت الرب وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وصراخي قدام أذنيه فأرتجَّت الأرض وارتعشت أسس الجبال ارتعدت وارتجت لأنه غضب... أرسل من العُلي فأخذني. نشلني من مياه كثيرة. أنقذني من عدوي القوي ومن مبغضيَّ لأنهم أقوى مني. أصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندي. أخرجني إلى الرحب، خلصني لأنه سُر بي. يكافئني الرب حسب برّي، حسب طهارة يديّ يردّ لي. لأني حفظت طرق الرب ولم أعص إلهي..." (مز 18: 1-21). "انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب" (مز 27: 14). "عليك يا رب توكلت. لا تدعني أخزى مدى الدهر. بعدلك نجني" (مز 31: 1). طلب داود من أبيأثار الكاهن أن يقدم له الأفود لكي يسأل الرب إن كان يمكن أن يلحق الغزاة. وإذ جاءت الإجابة الإلهية بالإيجاب أخذ ستمائة رجل وجاءوا إلى وادي البسور، جنوب صقلغ وأرض يهوذا، ربما هو وادي الشريعة. بالرغم من كون الستمائة رجل أقوياء وجبابرة حرب لكن مائتين منهم أعيوا فلم يقدروا أن يعبروا النهر بل انتظروا مع الأمتعة، وعبر داود مع الأربعمائة رجل. ويبدو أن داود أمرهم بعدم العبور بسبب إعيائهم، ولم يتوقفوا عن خوف أو عصيان، إذ قيل "أرجعوهم في وادي البسور" [21]. التقوا برجل مصري في حالة إعياء شديد لم يأكل ولم يشرب لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال، تركه سيده العماليقي - الذي سبق أن أسره واستعبده - في الحقل بلا طعام ولا شراب لأنه مرض وصار عاجزًا عن القيام بخدمته. قدموا له قرصًا من التين وعنقودين من الزبيب فأكل ورجعت روحه إليه. أخبرهم أنه كان مع سيده حين هاجم العمالقة جنوب الكريتيين (قبيلة من الفلسطينيين أرضهم في الجنوب (خر 25: 16؛ صف 2: 5) ربما كان أصلهم من كريت) وما ليهوذا وجنوب كالب (أرض حبرون التي أُعطيت لكالب، وبعدما أُعطيت مدينة كالب للكهنة. أخذ كالب الأرض التي حولها (يش 14: 13؛ 21: 11-12)، وعندما أحرقوا صقلغ بالنار. طلب داود من المصري أن ينزل به إلى الغزاه فوافق بعد أن طلب منه أن يحلف بالله ألا يقتله ولا يسلمه إلى يد سيده، إذ كانوا في القديم أحيانًا يستخدمون الدليل في الحروب ثم يقتلونه لئلا يخونهم. نزل المصري بداود ورجاله إلى العمالقة فوجدهم منتشرين على كل وجه الأرض يأكلون ويشربون ويرقصون بسبب الغنيمة العظيمة التي جمعوها من أرض الفلسطينيين ومن أرض يهوذا. كانوا في حالة لهو وعدم اكتراث إذ يعلمون أن الطرفين (الفلسطينيين وإسرائيل) في حالة حرب لن يلحقوا بهم هكذا بهذه السرعة. كان العمالقة كما نرى هنا جماعة عنيفة لا تعرف إلا السلب، يدها على كل إنسان (تك 16: 21)، استغلوا الحرب القائمة لينهبوا الطرفين. يبدو أن داود ورجاله وصلوا المنطقة في المساء فكمنوا حتى نام العمالقة، وعند السحر هجم برجاله عليهم ودام القتال النهار كله، وكانت الضربة قوية إذ لم ينج من العمالقة سوى أربعمائة غلام ركبوا الجمال وهربوا. أما داود فأنقذ امرأتيه وكل النساء والأطفال واسترد الغنيمة دون أن يفقد رجلًا واحدًا في القتال. عاد الكل فرحًا، يسوقون غنيمة ضخمة دعوها غنيمة داود [20]. من هو هذا المصري الذي غزاه العماليقي واستعبده مستغلًا كل طاقاته حتى مرض جدًا ثم تركه في الحقل بلا مأوى ولا أسرة ولا أصدقاء يتضوَّر جوعًا وعطشًا في حالة موت إلا اللص اليمين الذي استعبدته الخطية وأذله عدو الخير واستخدم كل طاقاته في الشر وأخيرًا عُلق على خشبة في مذله وسط آلام مبرحة مع جوع وعطش وحرمان من كل قريب أو صديق، كما في حالة موت؟ هذا قدم له ابن داود المحارب لعماليق الحقيقي نعمته طعامًا وشرابًا، حاملًا إياه إلى أرض المعركة ليرى وينعم بنصرة المسيح ويفرح ويتهلل بغنيمة سيده، الذي حطم أبواب الجحيم وأنقذ المسبيين ودخل بهم إلى فردوسه. أنقذ داود امرأتيه المسبيتين أخينوعم من يزرعيل وأبيجايل امرأة نابال الكرملي وردهما إليه. إنهما كنيستا العهدين القديم والجديد، فقد انطلق ابن داود إلى الجحيم ليحطم عماليق الحقيقي، إبليس، ويرد رجال العهدين القديم والجديد ككنيسة مقدسة متحدة به أبديًا. |
|