كثر الكلام من كل الأعمار والفئات في شتى المجالات والمجادلات، في الأمور الكنسية والاوضاع السياسية. البعض بكتاباتهم يحاولون تبرير تصرفاتهم، لتسكين ضمائرهم الصارخة، والبعض الأخر يحاولون توصيل رسالة ثورية للقادة ولأولي الأمر، سواء في مدارسهم أو عائلاتهم أو حتى كنائسهم المحلية. آخرون يبدون وكأنهم يروّجون أقوالًا لمعجبيهم، أو كيدًا أو ردًا على خصومهم. الرب وحده هو الذي يعلم الدوافع وراء أي كلام؛ لذيذًا كان أم لاذعًا، لكن ما نخشاه هو الانجراف والانسياق لأساليب شائعة بين أبناء هذا الدهر، تنتقل إلينا شيئًا فشيئًا دون أن نمتحن كل شيء يجري حولنا ودون أن نختبر قلوبنا، وذلك إن أردنا ان نكون صادقين ومؤثرين بالفعل لا بالأقوال أو بالافتعال. لا يعني هذا الوضع السائد أنه منهج الجميع في التواصل، لكن عندما يكون نهج الكثيرين فحتمًا سيصطبغ الطابع العام بلونه ويبرز ما يطلق عليه “ظاهرة”. لكن الحق يقال إنه يوجد أشخاص لهم الحس الروحي، عادة ما تكون ظهوراتهم قليلة أو عابرة لكن في الواقع كلماتهم في أوانها، مُعبِّرة ومؤثّرة، تخرج من قلوبهم صادقة ونقية، إلى قلوب السامعين كسهام مبرية.