بعد ذلك جاء إلى فنوئيل، وهو أيضًا مكان ارتبط بذكريات مقدسة في تاريخ يعقوب أبيهم. ففي هذا المكان كان الرب يصارع يعقوب حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه، ضرب حق فخذه فانخلع، هناك بكى يعقوب واسترحمه، وتعلق به قائلاً:
«لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي، ..وَبَارَكَهُ هُنَاكَ»
(تكوين32).
هناك تعلم يعقوب بُطلان الاتكال على الجسد، هناك أشرقت له الشمس، وهناك تغير اسم يعقوب إلى إسرائيل، واسم المكان من “يبوق” التي تعني “إفراغ” إلى “فنوئيل” التي تعني “وجه الرب”. كان ينبغي أن يعرف أهل فنوئيل أن جدعون هو ابن إسرائيل حقًا وأن قوة الرب في ضعفه تكمل، وأن الرب يعمل مع هؤلاء المُعيين والمُطاردين. لكن هذا لم يحدث. لقد اكتفوا بالبرج في فنوئيل وكانوا يفتخرون بالامتيازات الجسدية فقط دون أن يستفيدوا من الدرس الروحي المرتبط بالمكان. ونحن أيضًا آباؤنا ساروا مع الرب وصارعوا معه وتجردوا من قوتهم الجسدية وكل ما يفتخر به الإنسان من امتيازات، فهل نتمسك بالدرس الروحي وندرك ضعفنا واحتياجنا إلى قوته. لنحذر من روح لاودكية والافتخار بالغنى المادي أو المعرفة الكتابية أو كثرة العدد والأنشطة بدون تقوى واتضاع. جدعون حذرهم أنه سيهدم هذا البرج.