ذات مساء، بينما كنتُ أنظر من حجرتي إلى السماء ورأيت الأفق الجميل المرصّع بالقمر والنجوم، إشتعلت في نفسي نار حبّ لا توصف نحو خالقي. وإذ لم يكن بإستطاعتي أن أتحمّل التوق إليه الذي تأجّج في داخلي، عفّرت وجهي بالأرض مواضعة نفسي في التراب. مجدّته على كل أعماله.
ولمّا لم يعُد قلبي يتحمّل كل ما جال فيّ، بكيت بصوتٍ عالٍ. فلامسني حينئذ ملاكي الحارس وتحدّث إليّ بهذه الكلمات: «أمرني الرب أن أقول لكِ أن تنهضي عن الأرض». لم أتجاوب حالاً، ولم أشعر بأيّة تعزيّة في نفسي بل إزداد في داخلي شوقي إلى الله.