رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رجال صاعدون ثلاثة رجال صاعدون إلى الله إلى بيت إيل، واحدٌ حاملٌ ثلاثة جداء، وواحد حاملٌ ثلاثة أرغفة خبز، وواحد حامل زق خمر ... فـتأخذ من يدهم ( 1صم 10: 3 ، 4) لنلاحظ أن هؤلاء الرجال الثلاثة كانوا صاعدين ليس إلى بيت إيل فقط، ولكن «إلى الله إلى بيت إيل». فالغرض من صعودهم هو أن يتقابلوا مع شخص وليس أن يزوروا مجرد مكان. والصعود يعني التقدم والرفعة واعتلاء القمم الأرقى. والواقع أن رجالاً جعلوا الرب أمامهم في كل حين، وطرق بيته في قلوبهم، لا بد وأن يذهبوا من قوة إلى قوة ( مز 84: 7 ). والجميل أن هؤلاء الرجال الصاعدين لم تكن أياديهم فارغة، فقد ذهبوا «بسلال ملآنة» (تث26)، يحملون ما سوف يقدمونه لله؛ ما يُشبع قلبه، تبارك اسمه، ومَنْ الذي يُشبع قلب الآب ويملأ السماء فرحًا سوى شخص ربنا المعبود؟ فالجداء العتيدة أن تُذبح، تكلمنا عن موت المسيح، وأرغفة الخبز تكلمنا عن «خبز الحياة» ( يو 6: 35 ، 48)، التغذي على المسيح، في شخصه وفي حياته كابن الإنسان، السماوي. وزق الخمر تكلمنا عن الأفراح التي لنا في شخصه الكريم كل حين ( في 4: 4 ). وهذا كله يأتي كنتيجة طبيعية للوجود الصحيح في حضرة الرب. في الحياة الطبيعية، ما أكثر أصناف وألوان الأطعمة والفواكه التي قدمها الله في مُطلق صلاحه وجوده لشبع الإنسان وتمتعه. أما في الحياة الروحية فلم يقدم لنا الله سوى شخص المسيح. ولكنه بالحقيقة يكفي ويزيد طعامًا شهيًا مُشبعًا، مفيدًا وشافيًا. فهو المَنْ السماوي الحقيقي الذي قدمه الله، طعامًا وحيدًا، ولكنه كان كافيًا ومُشبعًا لشعبه في البرية. ولعلنا نجد في الارتباط بين ما يرمز لموت المسيح من جهة (الجداء)، وبين ذكر «الخبز والخمر» من جهة ثانية، والصعود بالجميع إلى بيت إيل من جهة ثالثة، والفرح الغامر من جهة رابعة، صورة رمزية مُبكرة لاجتماعات القديسين في أول الأسبوع حول الرب يسوع المسيح في عشاء الرب لذكرى شخصه وعمله. ولا يعرف أحد قدر الشبع والفرح في مثل هذه الفرص المباركة مثل مَنْ اختبرها عمليًا. إن كل مَنْ شرفّتهم نعمة الله بالجلوس إلى مائدة الرب في هذا الجو الرائع، يزداد يقينهم بأنه لا توجد أفراح وتعزيات مثل هذه إلا في السماء. |
|