دخل شاول كهفًا كبيرًا ليغطي رجليه، وهو تعبير مهذب للقول "يتبرز"، حيث كان داود ورجاله جلوسًا في مغابن الكهف [3]. إذ كان الكهف مظلمًا لم ير شيئًا فيه، أما داود ورجاله فكانوا في داخله وقد اعتادوا الظلام فرأوا شاول عند دخوله وعرفوه. كان رجال داود يشيرون عليه أن ينتقم من شاول وهو في الكهف بمفرده ليأخذ المملكة بالقوة، وأن هذه الفرصة هي من قبل الله. قالوا له: "هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هأنذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك" [7]. رفض داود هذه المشورة فإن الله لم يطلب منه أن يتعامل معه كعدو، إنما قال صموئيل لشاول: "قد انتخب الرب لنفسه رجلًا حسب قلبه" (1 صم 14: 13)، "يمزق الرب مملكة إسرائيل عنك اليوم ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك" (1 صم 15: 28). واضح أن الله لم يدعُ داود ليفعل بشاول ما يريد كعدو له، بل اختاره ملكًا عوضًا عنه من أجل نقاوة قلبه وأنه أفضل من شاول، يعامله كصاحبه.