رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شركة الطبيعة في الهتاف لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ، الْمَسْكُونَةُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا [7]. إن كنا مدعوين كمؤمنين أن نصير خورس لتسبيح الرب مع السمائيين، فإن الطبيعة من بحار وأنهار وجبال الخ.، مدعوة أيضًا أن تشترك معنا كخورس في تسبيح خالقها. ابتدأ بإسرائيل [1-3]، ثم ضم كل الأرض [4-6]، وأخيرًا دعا كل الخليقة للترنم [7-8]. * ليعج البحر، ولتتحول المياه المالحة إلى حلوة. ففي الحقيقة تحولت مارة وصار لها طعم عذب. ليس شيء حوّل ذلك الماء المر إلى العذوبة سوى خشبة الصليب التي سقطت فيها. هذا ما تعنيه مارة: مر. هذا الماء المر الذي للعهد القديم تقبَّل خشبة الصليب فصار حلوًا (خر 15: 25). * ليعج البحر، لقد أشرنا أن هذا يشير إلى ناموس موسى. لتصفق الأنهار بالأيادي، أي الأنبياء. لترنم الجبال معًا في حضرة الرب، أي الرسل. القديس جيروم * أيها الإخوة حينما كرز الرسل مثل أبواق مسحوبة وقرونٍ، ثار البحر وارتفعت الأمواج، وتزايدت التجارب، ووُجدت الاضطهادات لها موضع ضد الكنيسة. عن أين ثار البحر؟ عندما ظهر الهتاف المفرح، وقُدمت مزامير الشكر أمام الله، فسُر الله، لذلك ثار أمواج البحر. "ليعج البحر وملؤه، المسكونة والساكنون فيها". القديس أغسطينوس الأَنْهَارُ لِتُصَفِّقْ بِالأَيَادِي، الْجِبَالُ لِتُرَنِّمْ مَعًا [8]. في تعليق القديس يوحنا الذهبي الفم على قول الرسول: "لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله" (رو 8: 19) يقول: [مثال بولس أكثر حسمًا، إذ يشخصن الخليقة بالطريقة التي فعلها الأنبياء عندما تحدثوا عن الأنهار أنها تصفق بأياديها وهكذا[18].] * الأنهار التي شربت من الينبوع: يسوع! لقد تركوني أنا ينبوع المياه الحية (إر 2: 13). هذه هي الأنهار التي تفيض من ينبوع المسيح. هو الينبوع، ونحن الأنهار، إن كنا بالحق نستحق أن نكون أنهارًا. المسيح هو الينبوع، والقديسون هم الأنهار، والأقل في القداسة هم نهيرات صغيرة، آخرون هم مجاري صغيرة... لا يوجد نهر واحد، بل أنهار كثيرة، إذ يوجد قديسون كثيرون... ليتهم يصفقون بالأيادي: عمل القديسين هو التسبيح لله. المسيح لا يُسبح بالكلام بل بالعمل. لا يطلب صوتًا بل عملًا. القديس جيروم * صفقت تلك الأنهار بالأيادي، فرحت الأنهار بالأعمال وباركت الله. * يقصد بالتلال العظماء. يأتي الرب ويدين الأرض، فيفرح العظماء. لكن توجد تلال ترتعب عندما يأتي الرب ليدين العالم. توجد تلال صالحة وتلال شريرة التلال الصالحة هي العظيمة الروحية، والتلال الشريرة هي عجرفة الكبرياء. القديس أغسطينوس * لا نستخدم فقط الكلمات، بل والأعمال، فليس فقط نسبح وإنما أيضًا نعمل بأيدينا. إن كان إنسان يسبح ويعمل، فهو يسبح بالسنطور (آلة تشبه القانون) والقيثارة. من يسبح بالنسطور يغني بكلمات إلهية من السماء، وأما من يعمل بيديه، فيتمم أعمالًا بشرية. مدّ يدك وأعطِ الفقير، ألبس العريان، واستقبل الغريب في ضيافة. على أي الأحوال، إذ تفعل هذا فأنت تفعله بتقوى وفرحٍ. الأب قيصريوس أسقف آرل * سيجتمع حشد عظيم ليُشاهدوك وأنت تقاتل مدعوًا للاستشهاد. (مثل القول بتجمع الألوف لمشاهدة نزاع يتنافس فيه متبارون من ذوي السمعة البارزة). فإذا خضت المعركة، فلتقل مع بولس: "صرنا منظرًا للعالم، للملائكة والناس" (1 كو9:4). فكل العالم، كل الملائكة إلى اليمين وإلى اليسار، كل الناس، بمن فيهم من هم في جانب الله (تث 29:32؛ كو 12:1)، والآخرون كلهم سينصتون إلينا ونحن نكافح من أجل مسيحيتنا. فإما أن تبتهج بنا ملائكة السماء، وتصفق الأنهار بالأيدي، وتفرح الجبال، وتصفق كل أشجار الوادي بأغصانها (مز 8:97؛ إش 12:55LXX)، أو الله لا يسمح أن تغمر الفرحة الخبيثة العالم السفلي ابتهاجًا بسقوطنا . العلامة أوريجينوس أَمَامَ الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ [9]. * وضع العدل أولًا، وبعد ذلك الاستقامة... إنه يأتي ليدين بعدله حتى يرد الارتباك إلى التدبير الحسن. القديس جيروم * ليصلحوا من طرقهم ويفرحوا. إنه في سلطانكم أن تختاروا بأية طريقة تنتظروا مجيء المسيح، ولهذا فهو يؤخر مجيئه، حتى متى جاء لا يدين أحدًا. هوذا لم يأتِ بعد. إنه في السماء، وأنتم على الأرض. إنه يؤخر مجيئه، لا تؤجلوا الحكمة. مجيئه قاسي بالنسبة لقساة القلوب، ولطيفًا للأتقياء. القديس أغسطينوس من وحي مز 98 ضمني إلى خورس المسبحين * عجيب أنت أيها الخالق المحب لكل خليقتك! تدعو الكل كخورسٍ واحدٍ للتسبيح. لست محتاجًا إلى تسبيحنا ولا إلى خدمتنا، لكنك ينبوع الفرح والبهجة. تشتاق أن تنضم الأرض كلها إلى السماء. ويصير الكل خورس تسبيح مملوء هتافًا وفرحًا. * هب لي أن أنضم إلى خورس المسبحين. فلا أعرف سوى الهتاف والتصفيق بالأيدي. أسبحك بقلبي وفكري وكل عواطفي. ينطق فمي بكلمات التهليل، وتتقدس شفتاي بتسبيحك! وتمارس يداي عمل الخير، أسبحك لا بالعواطف والكلام فحسب، بل وبتصرفاتي وسلوكي. كل كياني يهلل لك! * ليعمل روحك القدوس فيَّ كما في قيثارة. يضرب على كل أوتاري. تتقدس عواطفي مع قلبي وفكري. وتتقدس كلماتي مع أعمالي. وأقدم بالحق سيمفونية حب هي من عمل روحك الناري! * ليعج البحر بالتسبيح لك، إذ تتحول مياهه المالحة إلى مياهٍ عذبة، حين تعمل خشبة الصليب فيه. تحول ملوحة حرفية الناموس إلى عذوبة الروح! ولتصفق الأنهار بالأيادي. إذ تسبحك أعمالنا وتمجدك مع ألسنتنا. ولترنم أيضًا معًا الجبال. حين نرتفع كما إلى الأعالي، ونشهد لبهائك! هب لي أنا الضعيف نصيبًا أن أسبحك بكل كياني! * هب لي يا رب أن أرنم لك بالأبواق وصوت الصور. أقمت من أيوب بوقًا معدنيًا، سمحت له أن يُضرب بمطرقة التجارب، فترنم لك بتسبحة عذبة: الرب أعطى، الرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا. جعلته بوقًا عجيبًا في العهد القديم. لنسمع أيضًا بوق العهد الجديد: معلمنا بولس. طرقته بشوكة في الجسد. صرخ إليك، وإذ قبل التجربة برضا. صار بوقًا عاليًا، لا يزال صوته يدوي في أذان قلوبنا. * هب لي أن أصير أيضًا بوقًا من القرن. ليكن لي قرنًا فوق جسدي. فلا أنحني لشهوات الجسد، ولا أطلب الجسديات. تهبني بروح القوة أن اسلك بالروح لا بالجسد. فأحيا بروح القوة، وأتمتع بالنصرة بعمل روحك الناري فيّ. |
|