منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 07 - 2023, 10:42 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,610

يا أمنا المحبوبة يا مخترقة بالسيف





مخترقة بالسيف

دعونا نلتفت الي أحزان وجروح نازفة تلك التي اخترقت قلب مريم، كيف يمكن ان نتفهم حزن مريم؟ من الذى يمكنه ان يصف تلك المشاعر العميقة. نعم، اذا ما حضرنا اليها فقلوبنا ستتكلم جراء ما سنراه ونسمعه ونلمسه ونتأمل فيه. يجب أولا ان نتذكر ان تلك الأفراح التي صادفت العذراء القديسة مريم من كونها أم يسوع المسيح، هكذا أيضا يكون استشهادها فحبها له كان هو مصدر عذابها. لا يحتاج الأمر ان ندعو الجلاد او نثير غضب المضطهد لننضم مع هذه الأم من اجل معاناة ابنها يسوع. في الحقيقة هناك شهداء قديسين قد أخذوا اثار المسامير والسياط وتمزيق أجسادهم والتي بها قد حملوا بعض العلامات للمسيح المصلوب. ولكن بالنسبة الي مريم كل الذي قد حدث هو الحب المبذول ولا يمكننا ان نتفهم كيف ان حبها هذا قد أصاب قلبها بالحزن طوال حياتها ما لم نتيقن انه كان كاف لكي يسبب لها ذلك الاستشهاد. انه يكفي صليب واحد مطلوب لكليهما فالابن المحبوب يُصلب عليه وهي تشاهده وهو يعاني ويموت ولا تملك الا الاستسلام. لم تكن إرادة الأب السماوي بالنسبة لها ان تغطى بالجروح كالابن ولكن وقوفها تحت صليب ابنها كان يكفي لحرقة قلبها. لكي نفهم هذا يجب أولا ان نتأمل في حب الأم وبعدها نرفع انظارنا وافكارنا الي ما هو فوق طبيعة حب الأم القديسة مريم. يمكننا ان نرى صورة من ذلك النوع من حب الأم وطبيعته في قلوب الأمهات نحو ابناؤهم. لا يمكننا ان نتخيل ونعجب بكل الوسائل التي فيها ترتبط الأم بوليدها منذ ان كان موجود في رحمها يتغذى منها ويحصل على كل ما يحتاجه للحياة، معا ينميان ويتعرضا لنفس الأخطار ويكونا كيان واحد في اتحاد تام حتى تتم ولادة الطفل ولا تنتهي تلك العلاقة فهي تنتقل من مرحلة الى مرحلة حتى نهاية رحلة احدهما.

لننظر الآن الي صورة وردت في الأنجيل المقدس عن تلك الأم الكنعانية التي كانت ابنتها خاضعة

للروح الشريرة وكيف لجأت بكل توسل وسجدت عند أقدام المخلص وانظر الي دموعها وانصت الي صراخها وحاول ان تسأل نفسك ايهما كان معذبا أكثر ابنتها ام هي:” وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا».فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب».فَقَالَتْ: «نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ”(متى22:15-28). ولكن اذا ما ارادت تلك الأم رحمة من اجلها هي كانت ستطلب من اجل معاناتها هي وحدها ولكن لا بل قالت انا لا أتكلم عن عذاب ابنتي وحدها بل ان عذاب ابنتي هو أيضا عذاب لي. هنا نرى ذلك الارتباط ما بين الأم والإبنة او الإبن فالأم مرتبط قلبها بقلب طفلها. ان كل ما نراه في قصة تلك المرأة الكنعانية والتي يمكن ان تكون إلا ظل غير كاف يعكس الحالة ما بين العذراء مريم وابنها يسوع فحب العذراء لا يمكن مقارنته بحب أي أم لأنه أقوى وأعمق. علينا اذا ان نغوص أكثر لكي نتفهم ونكتشف ذلك الحب العجيب ما بين العذراء مريم ووليدها وعلينا ان حبل العذراء بيسوع لم يكن بطريقة عادية ولذا فكان تساؤلها للملاك:” كيف يكون هذا؟” وكيف يمكنها ان تصبح أما وهي قد نذرت البتولية؟ كانت إجابة الملاك لها:” «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.“(لوقا 35:1). انه من الواضح اذا ان امومتها جاءت من أعلى وتبعا لذلك يكون حبها. كيف يمكن للطبيعة وحدها ان تكون قد اُخذت لتكّون داخل العذراء المباركة حبا يكون لإبنها؟ لكي تحب الله بكفاءة واستحقاق يجب ان تكون هناك أساس فوق الطبيعة. هل احبت مريم يسوع كإنسان ام كإنسان تام وإله تام؟ بأي طريقة عانقت شخص يسوع المسيح الله الكلمة المتجسدة والذي فيه اتحد الثالوث الأقدس الاب والابن والروح القدس. الطبيعة وحدها لا يمكنها ان توحد اللاهوت بالناسوت وكذلك الايمان لا يسمح لنا ان نفصل بينهما فكما يقال في القداس الإلهي:” فلاهوته لم لم يفارق ناستوه لحظة واحدة ولا غمضة عين”، فيا ترى ما الذي يمكن للطبيعة العادية ان تحققه هنا. الطبيعة تحث مريم ان تحب ولديها كل شيئ تحتاجه ان تحب الابن ولكن ليس من الضروري بالنسبة لها ان يكون حب الابن العادي كحب الله. ان هذا الابن والله هم واحد ولذلك لا تستطيع الطبيعة وحدها ان تجد الوسائل لتدفع مريم ان تحب الابن بصورة لائقة. انه الله الأب الأزلي الذي وضع في قلب مريم حبا عجيبا وغير عادي لإبنه الوحيد والروح القدس عمّق ذاك الحب لذا كان حبها بلا حدود ولا شروط وغير زمني وهذا هو أصل حب مريم لأبنها. بهذا الحب العجيب ما بين الأم وابنها فكانت أي طعنة او جلدة او عبارة او رفض او ثقل او صلب هو أيضا طعنة والم في قلب الأم.

فلنتأمل في احزان مريم ونحاول ان لا نتمثلها في خيالنا وتصوراتنا فقط بل علينا ان نتبع مثال مريم في قبولها الآلام والأحزان والضيقات والاضطهادات حبا ليسوع وفي يسوع. ان صليب يسوع ينبغي ان يفعل فينا ما فعله في قلب مريم فإذا ما شاركنا آلامه فيصبح العالم ليس فيه أي لذة بالنسبة لنا فأكليل الشوك الموضوع على رأس ابن الله يجب ان يذيب كل شهوة نحو الخطية وكل رشفة من الخل الممزوج بالمرارة يقودنا لنبذ أي لذة أرضية.

صلاة: أشكرك يا أماه على قبولك التسليم المطلق لمشيئة الله في حياتك فعلميني وقوديني لأن أقبل في استسلام لمشيئته المقدسة في حياتي. آمين. اكرام : اجمع افراد الاسرة واقرأ عليهم فصلا” من الانجيل المقدس
نافذة : يا أم الله كوني أمنا
يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كلمات ترنيمة يا أمنا يا أمنا يا مريم العذراء
يا أمنا المحبوبة علّمتينا كيف نشكره على كل حال
لا نواجه السيف بالسيف بل الضاربَ بالسيف نواجهه بلباس الله الكامل
يا أمنا المحبوبة يا من علّمتينا كيف ننظر لأعمال الله
كنا خمس أطفال..ورفقة أمنا-وأربعة أبطال..دولاجى أمنا-بنحب بابا يسوع..من كل قلبنا


الساعة الآن 03:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024