+ لذلك فقد جاء الذي خلق النفس والجسد، جاء بشخصه وأبطل كل عمل الشرير، وكل أفعاله التي عملها في أفكار البشر، وجدد وأعاد خلقة الصورة السماوية، لكي يصنع تجديداً للنفس، لكي يعود آدم مرة أخرى ملكاً وسيداً على الموت. وفي ظلال الناموس سمى موسى مُخلِّصاً لإسرائيل لأنه أخرجهم من مصر، وكذلك الآن فإن المسيح المُخلِّص والمحرر الحقيقي، يدخل إلى مكامن النفس الخفية ويخرجها من ظلمة مصر، ومن النير الثقيل والعبودية القاسية المرة. ولذلك فهو يأمرنا، أن نخرج من العالم ونصير فقراء في الأمور المادية المنظورة ولا نهتم بالاهتمامات الأرضية، بل نقف ليلاً ونهاراً على الباب وننتظر الوقت الذي يفتح فيه الرب القلوب المغلقة ويسكب علينا موهبة الروح القدس.