رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
داود في برية زيف: غادر الراعي الأمين من وجه الأجير الذي يهتم بنفعه الخاص ولو على حساب غنم رعيته. وكان الزيفيون أيضًا مستعدين لتسليم داود، وإذ أرشدوا عن موضعه في برية معون وكان شاول ورجاله يطاردونه سمح الله بهجوم الوثنيين على المملكة حتى يرجع شاول عن مطاردة داود. ربما نعطي عذرًا لأهل قعيلة لأنها مدينة صغيرة ولم يكن ممكنًا لها أن تقف أمام جيش شاول، أما أهل زيف فخافوا داود وأبلغوا عن موضعه حيث التجأ إلى حصون طبيعية هناك. كان يمكنهم أن يطلبوا من داود أن يفارقهم عن أن يغدروا به. "زيف" مدينة في المنطقة الجبلية ليهوذا (يش 15: 55) بالقرب من برية وغابة، حصّنها رحبعام (2 أي 11: 8). تدعى الآن "تل زيف"، وهي هضبة ترتفع 2882 قدمًا فوق سطح البحر، وتبعد أربعة أميال جنوب شرقي حبرون. إذ جاء الزيفيون إلى شاول يقولون له: "أليس داود مختبئًا عندنا؟!" نطق بالمزمور 54: "اللهم باسمك خلصني، وبقوتك احكم لي. اسمع يا الله صلاتي، أصغَ إلى كلام فمي، لأن الغرباء قد قاموا عليّ، وعتاه طلبوا نفسي، لم يجعلوا الله أمامهم. سلاه..." (مز 54). يرى القديس أغسطينوسبأن "زيفًا" معناها "مزخرف" أو "مزدهر". وكأن الذين خانوا داود كانوا كالعشب الذي يزهو وينمو لكن سرعان ما يذبل. لقد ظن الزيفيون أنهم ازدهروا بخيانتهم داود لكن خطتهم فشلت وهلكوا بينما خرج داود من الضيقات غالبًا ومنتصرًا. * لم تكن خيانتهم لصالحهم، ولا هي أضرت داود. * كان داود في البداية مختبئًا وأما أعداؤه فكانوا مزدهرين. لاحظ داود المختبئ في قول الرسول عن أعضاء المسيح: "قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله" (كو 3: 3). كانوا مختبئين (مستترين في المسيح) فمتى يزدهرون؟ يقول: "متى أُظهر المسيح حياتنا فحينئذ تُظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كو 3: 4). عندما يزدهر هؤلاء (المستترون في المسيح) يذبل أولئك الزيفيون. لاحظ بأية زهرة قورن مجد (الزيفيين): "كل جسد عشب وكل جماله كزهر (الحقل)" (إش 40: 6). ما هي نهايتهم؟ "يبس العشب، ذبل الزهر". ما هي نهاية داود؟ لاحظ ما قيل بعد ذلك: "وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد" (راجع إش 40: 8). أتريدون أن تكونوا زيفيين؟ إنهم يزهرون في العالم ويذبلون في الدينونة، وإذ يذبلون يلقون في نار أبدية؛ أتختارون هذا...؟! لقد كان (ربك) مختبئًا هنا، وكل الصالحين مختبئين هنا، لأن صلاحهم داخلي ومخفي في القلب حيث يوجد الإيمان والحب والرجاء حيث يكون كنزهم... كل هذه الأمور الصالحة مخفية، ومكافأتها مخفية. القديس أغسطينوس |
|