* "أخبرت السماوات بعدله، ورأى جميع الشعوب مجده". هاتان العبارتان تنقلان تعليمين: السماوات تخبر بعدل الرب، وجميع الشعوب ترى مجده. إن لم تكن السماوات شخصًا ما كانت تستطيع أن تخبر بعدل الرب. بجانب هذا يُقال للخاطي: "أنت تراب وإلى تراب تعود" (تك 3: 19). فلماذا لا يُقال عن البار: "سماء أنت وإلى سماء تعود"؟ إننا لا نحمل شبه الترابي بل السماوي (1 كو 15: 49)، لأن "مواطنتنا هي في السماوات" (في 3: 20).
تبعًا لهذا، الإنسان سائح على الأرض، بالتأكيد وهو في الجسد، لكن ليس حسب الجسد، بهذا يخبر بعدل الرب. الآن، إن كان أحد يعاني من الحاجة بسبب نقص المعرفة والشكوى: "لماذا نرى في هذه الحياة الأبرار في عوزٍ وانسحاقٍ تحت ثقل المتاعب، بينما الخطاة في فيض الغنى وكل الأمور المريحة؟ إن لم يتعلم الرجل الكنسي في الكتاب الإلهي المقدس، كيف أنه في مثل هذه الحالات يكون قادرًا على البرهنة على عدل الله؟ إن كان يلهج في الناموس ليلًا ونهارًا، يكون مستعدًا أن يجيب بأن الفترة القصيرة في الضيق في العالم الحاضر يلزم مقارنتها بالمكافاءات الأبدية فيما بعد. إنه من الأفضل جدًا أن يًحتمل الفقر الاختياري من أجل الرب لفترة هذه الحياة القصيرة من أجل التمتع بغنى الحياة المقبلة، عن التنعم بالرفاهيات هنا، وتكون العذابات فيما بعد بعقوبات غير محتملة.
"ترى جميع الشعوب مجده". هؤلاء الذين تعثروا أولًا في صليب الرب، فكانوا عاجزين عن التعرف عليه، حاليًا بعد أن أخبرت السماوات بعدله صارت تمجده.
القديس جيروم