رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأوَّلُ والآخرُ (2) «أَنا هُوَ .. الْحَيُّ. وَكُنتُ مَيْتـًا، وَهَا أَنا حَـيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبدِينَ!» ( رؤيا 1: 17 ، 18) تأملنا في الأسبوع الماضي عن يوحنا المحبوب عند رِجْليّ سّيِّده، وعن الأسباب المعقولة لعدم الخوف التي أعطاها له الرب. ونواصل اليوم المزيد من التأملات: ثانيًا: عمله الكامل: «وَالحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا»: فكأنه يقول: يا يوحنا أنا مُت لأجلك، وقد حملت جميع خطاياك، وأبعدَت عنك كل معاصيك، فقد اجتزت الموت عوضًا عنك لكيلا ترى الموت، وقد قُمت من الموت وصرت حيًا، ولذا جميع ديونك قد وفَّيتها، وكل ما كان محكومًا به عليك كخاطئ مجرم قد تنفَّذ في شخصي، ولكني قد قُمت ناقضًا أوجاع الموت، ولذا يجب أن تحيا إلى الأبد «لاَ تَخَفْ». ثالثًا: رفعته: «وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ»: ولولا أن كل خطية من خطايانا قد مُحيت تمامًا لَمَـا أمكَن أن الله يُقيم المسيح من الموت، ولذا فقيامته هي شهادة الله العلَنية الدالة على أن الخطية قد دِينت وقد أُبعدَت إلى الأبد، والرب المُقام من الأموات الذي رفَّعهُ الله وأجلسه عن يمينه في الأعالي مُكلِّلاً إيَّاه بالمجد والكرامة. هو الكاهن الأعظم إلى الأبد على رتبة ملكي صادق، وقد دُفع إليه كل قوة وسلطان، وأُعطِيَّ حق الدينونة، وهذه كلها براهين ساطعة على قبول ونجاة وأمان جميع المؤمنين. ومن جهة الموت والهاوية فمَن يُمسك بمفاتيحهما؟ المسيح معه مفاتيحهما، ولذا يقول لخادمه الواقع عند قدميه: «وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ». ويا لها من حقيقة مُعزية تُطمئن أولاد الله، فإنه من المستحيل أن يظل واحد منهم راقدًا في الموت أو مُسجى في اللحد! فالمؤمن يرى في الموت مجرَّد نوم هادئ ورقاد في القبر ريثما يفتح الرب يسوع الأبواب! نعم إننا نثق أنه يقينًا سيفتح الأبواب لأحبائه في الوقت المُعيَّن، وسيكون ذلك في حينهِ، ليس أسرَع مما يجب، ولا متأخرًا عما يجب. فيا عزيزي المؤمن: إن كنت على وشك أن تخور وتضعف، انظر إلى مُخلِّصك المُقام من الأموات، والمُمجَّد والمُرتفع، وفكِّر في شخصه، وتأمل في عمله الكامل على الصليب، وتصوَّرَهُ منتصـرًا على جميع أعدائك بالقيامة، وأَمْعن النظر إليه وهو مُرفَّع في السماء إلى أعلى ذُرى المجد، مُهيئًا لك الطريق لتكون معه ومثله وتراه كما هو بكل تأكيد، وأنه قائم في كل حين ليشفع لك، وانظرهُ يمسك بثبات مفاتيح الهاوية والموت، فتتقوى وتنتصر وترتفع فوق الظروف مهما كانت، ولا تنسى أن فرح المسيح قوتنا. وقوته - له المجد - تكمل في ضعفنا. |
|