|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خير قُولُوا لِلصِّدِّيقِ (للبار) خَيْرٌ ( إش 3: 10 ) «قولوا للصدِّيق (للبار) خير» ( إش 3: 10 ) .. هنا ضمان عظيم ومُفرِح من أبينا السماوي، ولكن كثيرون لا يحصلون على أية راحة من الوعد، لأنهم يقولون إنهم ليسوا أبرارًا ويجادلون: أ لم يَقُل الله نفسه: «أنه ليس بارٌ ولا واحد» ( رو 3: 10 )؟ وهنا فقط يمكننا أن نرى أعجوبة النُصرة الإلهية، لأن إنجيل المسيح يعلن للخاطئ ـ الذي يؤمن بعمل المسيح ـ تبريرًا كاملاً مُعدًّا له من الله، إذ يقول الرسول بولس: «لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ). وعندما يُحسب هذا البر الإلهي الكامل للخاطئ الذي يؤمن، يحصل على حياة جديدة كأحد أولاد الله، وهذه الحياة الجديدة تظهر في مشاعره الجديدة، وأغراضه الجديدة، ومُعاشراته الجديدة، وأعماله الجديدة «إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا» ( 2كو 5: 17 ). وعندما يُخضِع الإنسان نفسه لبر الله، عند ذلك يصبح الكل خيرًا. عند ذاك يستطيع أن يتمتع بالوعد: «قولوا للصدِّيق (للبار) خير». من هذه اللحظة يصبح الله له دائمًا وليس ضده «إن كان الله معنا، فمَن علينا؟» ( رو 8: 31 )، وعند ذاك، مهما كانت الظروف فهي لخير المؤمن لأن الله له. له في ظلمته، له في وحدته، وله في رفقته، كل أيام الحياة خير للمؤمن، لأن المسيح المُقام والممجد جالس في يمين العظمة في الأعالي كالشفيع والمحامي عنه، والروح القدس المعزي يسكن فيه ويمكث معه، ولذا يعلَم المؤمن ـ لا يؤمِّل، ولا يرجو، ولا يشعر ـ بل يَعلَم «أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصدهِ» ( رو 8: 28 ). وعند الرقاد أيضًا قولوا للصدِّيق (للبار) خير»، فأن يتغرّب المؤمن عن الجسد، معناه أن يستوطن عند الرب ( 2كو 5: 8 )، أن ينطلق ليكون مع المسيح، وذاك أفضل جدًا ( في 1: 23 ). وسيكون الكل خيرًا لكل ابن لله إلى الأبد. سيحصل على جسد كجسد المسيح المُمجَّد ( في 3: 21 )، وسيسكن في ديار الرب ( مز 23: 6 )، حيث لا يكون موت فيما بعد ( رؤ 21: 4 ). حقًا إنه خير لجميع رجال الله. هذا هو الوعد من يهوه الذي لا يتغير ـ نعم «قولوا للصديق خير». |