رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فيما بعد «وَسَيَمسَحُ اللّهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِن عُيُونِهم ..» ( رؤيا 21: 4 ) يكتب الرائي وصفًا مُقتضبًا للأبدية، فالنبـوة بصفة عامة لا تتحدَّث عن الأبدية، فهي ليست ضمن مجالها. وفي وصف الرائي المُقتضَب للأبدية يُحدِّثنا عن الجانب السلبي، أي الأمور التي لن تكون في الأبدية، فيقول: «والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد» ( رؤ 21: 4 ) ما أبعَد الفارق بين كلمة «في ما بعد» التي تُذكَـر عن بابل في أصحاح 18 سبع مرات، وبين نفس الكلمة بالنسبة للمؤمنين في أصحاح 21؛ 22 والتي تُشير أيضًا إلى سبعة أشياء لن تكون في ما بعد! ونحن ما كنا نتوقع أن يكتب لنا الرائي وصفًا لِما ستكون الأبدية عليه، وهي تختلف تمامًا عمَّا هو الآن، وأسمَى بكثير ممَّا يظن أحد. وإن كان مجد سليمان الملَكي بهرَ ملكة سَبا ولم يَبقَ فيها روح بعد، بل قالت: إنها لم تُصدِّق الأخبار التي سمعتها حتى جاءت وأبصرَت فإذ النصف لم تُخبَر به، فهل نظن أن أمجاد الابن وأمجاد الأبد تدخل ضمن ما يخطر على البال؟! وإن كان بولس لمَّا صعد إلى الفردوس، رجع وقال إن ما رآه وسمعه ليس ضمن تعبيرات اللغة البشرية، فهل نتوقع أن بيت الآب ممكن التعبير عنه؟! إن كل ما كتبَهُ يوحنا من وصف سلبي للأبدية، يُعتَبر تلخيصًا لِما في الحياة الحاضرة؛ وهي كلها من أعمال إبليس الذي أُظهر ابن الله لينقض أعماله ( 1يو 3: 8 )، وهذه الأمور هي: الدموع، والموت، والحزن، والصراخ، والوجَع. وهي لا تتوافق مع فكر الجالس على العرش. «قال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا!» ( رؤ 21: 5 ). ولقد قاربَت اللحظة التي ترى عيوننا هذه الأمور كلها. ثم بعد أن يؤكد صِدق هذا كله، ويقينية تحقيقه، فإنه يذكـر ما سيتمتع به المؤمنون إلى أبد الآبدين من ارتواء أبدي، بالمُقابلة مع العطش الأبدي لغير المؤمنين. ويُشَار إلى المؤمنين هنا أنهم غالبون. في 1يوحنا 5: 4، 5 يذكـر لنا يوحنا وسيلة غلبتهم (إيمانهم)، وهنا يذكر لنا مكافآت تلك الغلبة. في الصباحِ سوفَ ننظرُ الحبيبْ وسحابـةُ المتاعبِ تَغيبْ ودموعُ الحُزنُ تُنسى والنَّحيبْ وبمجدهِ سنحظى أجمعينْ . |
|