رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي بِيَدِهِ مَقَاصِيرُ الأَرْض،ِ وَخَزَائِنُ الْجِبَالِ لَهُ [4]. جاء عن الترجمتين السبعينية والقبطية: "لأن بيده أقطار الأرض جميعها، وأشراف الجبال له هي". يقول القديس أمبروسيوس إن ما تتسم به الأرض من استقرار ليس بفضل من عندها، وإنما حسب إرادة الله. يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أنه بحسب عنايته الإلهية وتدبيره بيده الأرض وأقطارها جميعًا، أي الأمم التي كانت مقصاة وبعيدة عن معرفته، وكما قيل في المزمور الثاني: "اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك، وأقاصي الأرض ملكًا لك" (مز 2: 8). أما "أشراف الجبال" فيعني القوات الملائكية المرتفعة شرفًا وجلالًا أعلى مما في السماوات من كواكبٍ ونجومٍ. هذه القوات الملائكية هي له، إذ هي ممتثلة في حضرته بمنزلة خدام تسبحة وتمجده بلا فتور، لأنه خلق البحر والبر وكافة الخليقة، الكل يطيعه. إنه ضابط الكل، بيده السماء والأرض وكل سكانهما من بشرٍ وطغمات سماوية. فإن كانوا يجتمعون معًا كخورس فريد، يمجدون الخالق والمعتني بهم، فإنه ليس في حاجة إلى تسابيحهم وصلاحهم. إنما يُسر بهم لفرحهم به، ويسكب غنى نعمته عليهم. * تأمل أي أمر مهيب أن تسمع وتتعلم عن الله فائق الوصف، غير الفاسد غير المدرك، غير المنظور، الذي في يده نهايات الأرض (مز 95: 4)، وترتعب من نظرته الأرض، يلمس الجبال فتدخن (مز 104: 32)، لا يقدر أحد أن يحتمل عظم بهاء مجده حتى أن الشاروبيم يغطون وجوههم بأجنحتهم منه، الله هذا الذي يفوق الفهم وكل إحصاء، عبر الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات العلوية الروحية وتنازل ليصير إنسانًا! يأخذ جسدًا مأخوذًا من الأرض والتراب! يدخل في رحم عذراء وتحمله تسعة أشهر! يقتات باللبن ويتعرض لما يتعرض له الإنسان! فبقدر ما أن هذا الذي حدث هو غريب، يصعب على كثيرين تصديقه حتى بعد حدوثه، لهذا أرسل الأنبياء أولًا لكي يعلنون تصديقه. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|