الخلاص بعيدٌ:
يقول المرنم:«الخلاص بعيدٌ عن الأشرار، لأنهم لم يلتمسوا فرائضك» ( مز 119: 155 )، فمع أن الله قد أعدّ الخلاص للإنسان بموت ابنه على الصليب، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له حياة الأبدية، إلا أن الإنسان - في عناد قلبه الشرير وقساوته، وتحجُّر قلبه - يبتعد عن الطريق الصحيح، ويرفض النور فيصير الخلاص بعيد عنه. وكلمَّا ازداد البشر في عنادهم، كلمَّا كان الخلاص بعيد عنهم. ولعل السبب في هذه الحالة التي يصل اليها الإنسان هو ما أصاب ذهنه من عمى قد صنعه فيه إبليس «الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تُضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح» ( 2كو 4: 4 ). لقد فعل إبليس فِعلته في أذهان البشر، فأصابها بالعمى والغلاظة، فضلُّوا الطريق، وأخذ هو يعبث بهم، فضيَّع مصيرهم، وأتاه مسَارهم، فصار الخلاص بعيدًا عنهم.