رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أن التسليم في الكنيسة ليس هو التلقين وتحفيظ كلمات ذات تعبيرات فكرية فلسفية، لأن الكنيسة لا تعرف كلام الحكمة الإنسانية المقنع، لأن كل ما تعرفه هو الأسرار الإلهية المُخلِّصة، تلك التي تُسلمها كما هي بنفس ذات قوتها بدون لغو كلام فلسفي لإشباع العقل، لأنه ينبغي أن نعي معنى التعليم في الكنيسة، لأن التعليم ليس كثرة كلام وأبحاث، ولا حفظ التعبيرات اللاهوتية وشرحها المعقد، إنما معنى التعليم = [يحفر ويُشكل على صورة]، وذلك مثل النحات الذي يُشكل الخامة التي في يده على صورة الشخص الواقف أمامه، فهو لا يتخيل (من نفسه شيئاً) ويصنع الشكل الذي يُريده، وهكذا الكنيسة بقوة وسلطان الروح القدس وعمله السري ترى بوضوح المسيح الرب ونوره المُشع متجلياً فيها، وبناء على هذه الرؤيا السرية الواضحة أمامها يتم تشكيل كل من فيها على صورة بهاء مجد المسيح الرب، لكي يكون هناك شركة في نفس ذات القداسة والطهارة الواحدة عينها، وهذا يتم على المستوى السري في النفوس بالروح القدس الرب المُحيي، لذلك المعلمين في الكنيسة هما الممتلئين بروح الله الذين يأخذون من المسيح الرب وينطقون بإلهام الروح القدس وسلطانه، وهو الذي يمس كل قلب حسب احتياجه فينال الغذاء الحي ويشبع ويفرح ويزداد شركة مع الكنيسة ويتأصل عضواً فعالاً فيها، ينمو مع باقي الأعضاء نمواً سليماً لا عيب فيه. |
|