رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله هو الآخِر أما أنا فقد علمت أن وليي حي، والآخِر على الأرض يقوم ( أي 19: 25 ) لقد جاء إعلان الله عن نفسه بأنه الآخِر، سبع مرات، رقم الكمال. في ست مرات من السبعة الله هو الذي يعلن عن نفسه بأنه هو «الآخِر» ( إش 44: 6 أي 19: 25 ؛ رؤ1: 11، 17، 2: 8، 22: 13)، أما السابعة فهي شهادة مؤمن عن الله بأنه هو الآخِر (أي19: 25)، وكأن إعلان الله عن ذاته يترك مساحة لشهادتنا عنه ليمتزج بها ويكون معها وحدة كاملة (الرقم 7). ومن هذا نتعلم أنه امتياز لنا كما أنه واجب علينا: أن نقبل إعلان الله عن ذاته كما أعلنه هو، ثم في حضرة الله وبعمل الروح القدس يمتزج هذا الإعلان بالإيمان في قلوبنا، ليخرج بعد هذا منا في صورة سجود له أو شهادة عنه. وهكذا نصبح نحن وشهادتنا جزء من إعلان الله عن نفسه. فيا لعظمة نصيبنا!! ونحن لا نعرف بلوى في كل التاريخ في حجم البلوى التي أصابت أيوب، لقد خسر المسكين كل شيء في يوم واحد، الثروة والبيت والأولاد، بل حتى الصحة خسرها وامتلأ جسده بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته، وصار الكريم الشريف مكوّمًا وسط الرماد يئن ويزمز وهو يحتك بشقفة! وعندما نتأمل بلواه نجد أن كثيرين قالوا كلمتهم بخصوصها، الشيطان والناس، الريح والنار، السبئيون والكلدانيون، زوجته وأصحابه، ومن كل هؤلاء نبعت وتجمعت آلامه المريرة. لكن الشيء الرائع أن أيوب لم يعتبر ولا واحد من كل هؤلاء هو الآخِر، ولا اعتبر كلمة أحدهم هي الأخيرة. لذلك ظل بإيمان لا يتزعزع ينتظر الله ليقول الله كلمته! مؤمنًا أن وليه الحي، الله العلي، هو الآخِر، وكلمته هو فقط هي الأخيرة. ولم يَخِب إيمانه، ولم يخز رجاؤه، فقد تكلم الله في النهاية، وقال الآخِر كلمته، وبعده صمت الجميع، ورَّد له الرب كل شيء ضعفين!! وهكذا كأنه يقول لكل منا: دع الناس يقولون كلمتهم، دع الأطباء يقولون كلمتهم، دع القضاء يقول كلمته، بل دع الكل يتمموا ما قالوا، ويفعلوا ما شاءوا، لكن إياك أن تظن أن هذه هي النهاية. فطالما أن الله لم يَقُل كلمته بعد، لا يمكن أن تكون النهاية بعد، إذ أنه هو وحده الآخِر وكلمته وحدها هي الكلمة الأخيرة. |
|