رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظَهَـــرَ فِي الْجَسَـــدِ "بِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" ( 1تيموثاوس 3: 16 ) لماذا ظهر الله في الجسد؟! هناك العديد من الأسباب بحسب كلمة الله: أولاً: تواصل الإنسان مع الله: كم حَنَّ الإنسان لأن يرى الله. هذا الحنين نسمعه من أفواه الكثير من رجال الله في العهد القديم: فمثلاً قال أيوب الصدّيق: "هأَنَذَا أَذْهَبُ شَرْقًا فَلَيْسَ هُوَ هُنَاكَ، وَغَرْبًا فَلاَ أَشْعُرُ بِهِ. شِمَالاً حَيْثُ عَمَلُهُ فَلاَ أَنْظُرُهُ. يَتَعَطَّفُ الْجَنُوبَ فَلاَ أَرَاهُ" ( أي 23: 8 ، 9). وموسى، كليم الله، تجاسر يومًا وقال لله: "أَرِنِي مَجْدَكَ"، فقال له الرب: "لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ" ( خر 33: 18 ، 20). بل حتى في العهد الجديد، عبَّر فيلبس، عن هذه الأمنية العزيزة، إذ قال للمسيح: "يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا" ( يو 14: 8 ). ثانيًا: قرب الله إلينا: الله العظيم العالي، الذي صوَّرته بعض الفلسفات البشرية أنه يعيش في برج عاجي، هل هو يحس بآلام البشرية المسكينة المعذبة؟ هل يحس بما تكتوي به قلوبنا عندما نفقد عزيزًا لدينا؟ هل يحّس بنا لو دخلنا في ضائقة، ولم نجد حتى قوت يومنا؟ ماذا عندما يتعرض القديسون لبُغضة الناس واضطهادهم؟ أين الله في كل هذا؟ إن أمثال هذه الأسئلة وُجدت عميقة في وجدان البشر والأتقياء. ثالثًا: لكي يكون هو الكفارة: لقد أخطأ الإنسان، وأجرة الخطية هي موت. ولقد اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع. فكيف يمكن للإنسان أن يتبرر عند الله؟ لقد كنا نبحث عن فادٍ يفدي نفوس البشر، فجاء الإعلان الكريم مؤكدًا أن "الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ. وَكَرِيمَةٌ هِيَ فِدْيَةُ نُفُوسِهِمْ، فَغَلِقَتْ إِلَى الدَّهْرِ" ( مز 49: 7 ، 8). وكان الأمل في شخص يأتينا من عند الله، يكون كفوًا أن يسدد، نيابة عن الإنسان الخاطئ، كل مطاليب الله العادلة، ليمكنه أن يقول: "قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً" ( أي 33: 24 ). لقد تحقق لنا ذلك عندما "الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا"، له كل المجد. |