موسى الأسود أرسل رسالة بليغة الى أنبا نومين اليك نصها:
الحق أقول لك إن سرورها يكون عظيما ، لأنه فى ساعة خروجها من الدنيا تلقاها أعمالها وتفرح لها الملائكة إذا أبصروها وقد أقبلت سالمة من سلاطين الظلمة لأن النفس إذا خرجت من جسدها رافقتها الملائكة وحينئذ يلتقى بها أصحاب الظلمة كلهم ويمنعونها عن المسير ملتمسين شيئا لهم فيها ، والملائكة وقتئذ ليس من شأنهم أن يحاربوا عنها لكن أعمالها التى عملتها هى التى تحفظها وتستر عليها منهم ، فإذا تمت غلبتها بأعمالها تفرح الملائكة حينئذ ويسبحون الله معها حتى تلاقى الرب بسرور ، وفى تلك الساعة تنسى جميع ما إنتابها من أتعاب فى هذا العالم.
فسبيلنا ايها الحبيب أن نبذل قصارى جهدنا ونحرص كل قوتنا فى هذا الزمان القصير على ان نصلح أعمالنا وننقيها من الشرور عسانا نخلص بنعمة الله من أيدى الشياطين المتحفزين للقائنا إذ أنهم يترصدون لنا ويفتشون أعمالنا إذ كان لهم فينا شىء من أعمالهم لأنهم أشرار وليس فيهم رحمة ، فطوبى لكل نفس لا يكون لهم فيها مكان فإنها تفرح فرحا عظيما".
.