رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* الرب ملك، لبس الجلال. لبس الرب القدرة، اتزر بها. أيضًا تثبت العالم، لا يتزعزع". هذه المقاطع الثلاثة تتحدث عن الرب المخلص بواسطة النبي، أما بقية المزمور فموجه مباشرة نحو الرب نفسه... الرب الذي صار عبدًا هو ملك، لبس الجلال. ماذا يقول إشعياء؟ "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه... رجل أوجاع، اعتاد على الضعف" (راجع إش 53: 2-3). ملك الرب كملكٍ، ولبس الجلال. إذن المعنى هنا أن ذاك الذي مظهره كان قبلًا مخيفًا وهو في ضعف الجسد، الآن بهي في جلال لاهوته. فإن ما هو غير منظور فيه، إنما يُنسب لحالنا نحن، أما ما هو خاص بالجمال فهو متجانس مع جلاله. "اتزر" (تمنطق)، هو تعبير يعني نوعًا من السرّ. عندما لا نتزر، يسقط رداؤنا حتى إلى القدمين. فما لم يُمسك الرداء بالمنطقة، يصير محلولًا. لهذا، فإننا إذ لم نستطع أن نحتمل كمال قوة الرب، فإنه يمنطق جلاله بالجسد. هذا الفكر عينه يظهر في موضع آخر في الكتاب المقدس: "تنظر ورائي، وأما وجهي فلا ترى" (خر 33: 23). أيضًا في كتاب الملوك يُقال عن إيليا أنه وقف في مدخل مغارة على جبل سيناء، ومن هناك رأى الرب حين عبر (1 مل 19: 11-12). لاحظوا إنه يقول إنه رأى خلف الرب المخلص عندما وقف عند فتحة في صخرة. إن كانت الصخرة هي رمز للرب المخلص... يقول الرسول: "والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4)، إذن بالحقيقة نحن نرى فتحة الصخرة، خلال الجسد، فندرك الله. لماذا قلت هذا كله؟ لأنه في هذا التفسير عينه نحن نشمل أيضًا الآية: "لبس الرب الجمال واتزر". كما لو كان خلال فتحة الصخرة، يدرك الرب المخلص، هكذا أيضًا خلال المِنْطقة يُدرك جلاله. القديس جيروم |
|