مَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ،
فِي دِيَارِ إِلَهِنَا يُزْهِرُونَ [13].
يرى القديس أمبروسيوس في السيد المسيح أشبه بالكرّام أو المزارع الذي يهتم بالمؤمنين وأولادهم ليقيم منهم غروسًا مثمرة مزهرة.
* "مغروسين في بيت إلهنا في ديار إلهنا يزهرون" [13]. نُغرس في موضع، ونزهر في موضع آخر. هنا نغرس، وفي ملكوت الله نزهر... لقد غُرست في بيت الرب، أي في الكنيسة، ليس بين الأسوار، وإنما في تعاليمها، إذ يقول الرب: "ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). كل من يُغرس في بيت الرب، وتنمو جذوره هنا، يأتي بالزهور هناك... نبدو أننا في بيتٍ هنا، بالمقارنة مع الملائكة والقوات الأخرى لا نكون في بيت نهائي، وإنما في دارٍ فقط. نحن الآن في البداية لا في نهاية الكمال. سوف لا نكون ملائكة بل مثل الملائكة. لا تحسب هذا بالأمر الهين بالنسبة لك يا إنسان، إن كنت ستصير مثل ملاك.
القديس جيروم
* يدخل الحديقة ليغرس شجر زيتون صغير (شتلات) في بيت الرب (مز 128: 3)، ويروي البار المزدهر مثل نخلة (مز 92: 13)، والكرمة المثمرة بينبوع دمه.
القديس أمبروسيوس
* "سوف يضطر كل المطوبين، في أول الأمر، للسفر في الطريق الضيق والعسير في عاصفة الشتاء (مت 7: 14)، ليكشفوا عن مدى المعرفة التي اقتنوها لتوجيه حياتهم. فيمكنهم بذلك إدراك المغزى من كلمات نشيد الأناشيد للعروس، إذ قد عبر الشتاء بأمان: "أجاب حبيبي وقال لي: قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي، لأن الشتاء قد مضى، والمطر قد زال" (نش 2: 10-11).. فبعد مُضِىّ الشتاء ومرور المطر وزواله، سوف تظهر الزهور "المغروسة في بيت الرب، وتزهر في ديار إلهنا" (مز 92: 13).
* يليق بكم أن تحتفظوا في عقولكم أنكم لا تستطيعون أن تسمعوا "الشتاء قد مضى" (نش 2: 11) بطريق آخر سوى الدخول في صراع مع هذا الشتاء الحاضر بكل قوتكم وقدرتكم وقوتكم البدنية. إذ يمضي الشتاء ويزول المطر، تظهر الزهور المغروسة في بيت الرب، وتنتعش في ساحات إلهنا.
العلامة أوريجينوس