إن كان الإنسان الطبيعي مجرد من الرحمة «بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ» (رومية١: ٣١). لكن يجب على المسيحي أن يظهرها، وأن يكون قلبه عامرًا بها ولا يغلق أحشاءه لأخ يقع في عوز، لأن المحبة الإلهية لا تستقر إلا في قلوب من يمارسون الرحمة. فإظهار الرحمة للآخرين هي من صور الكمال الذي أشار إليه المسيح لتلاميذه «فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى٥: ٤٨). وهذه الصورة تظهر في إبداء الرحمة للغير «فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ» (لوقا٦: ٣٦). فالرحمة تجعلني أسوة بالسامري الصالح (لوقا١٠: ٣٠) وقريبًا من أي شخص بائس تجمعني به الصدف، وأيضًا رحيمًا بمن يكون قد أساء إليِّ. هذا لأن الله منحني رحمته بل وتعامل معي بغني الرحمة. وهذا هو المقياس الكامل لتعاملنا مع الآخرين.